أبو الزهراء المدير العام
عدد الرسائل : 560 العمر : 58 تاريخ التسجيل : 29/01/2007
| موضوع: حق القرآن الكريم الجمعة ديسمبر 29, 2017 12:54 am | |
| حق القرآن الحمد لله الذي أنزل علي عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم اجرا حسنا ماكثين فيه أبدا وينذر الذين قالوااتخذ الله ولدا مالم به من علم و لأبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذا .أحمد الله واشكره واتوب إليه وأستغفره واستعين به واستنصره واتوكل في جميع الامور عليه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله شرفه وفضله وزينه وجمله فكان أقرب المقربين إليه . اللهم صل وسلم وبارك علي رسول الله محمد خير عبادك وعلي آله وصحبه وكل مسلم آمن بآيات ربه ففاز بقربه وتمتع بحبه وسار علي دربه الي يوم الدين اما بعد : فأوصيكم وإياي عباد الله بتقوي الله واحذركم ونفسي من عصيان الله ثم استفتح بالذي هو خير . يقول الله تعالي وهو اصدق القائلين : بسم الله الرحمن الرحيم "قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " ........... ـ عباد الله أيها المسلمون :ـ القرآن : هو كلام الله المعجز المتعبد بتلاوته المنزل علي قلب رسول الله صلي الله عليه وسلم بواسطة جبريل والمبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس والمنقول إلينا بالتواتر وهو الذكر الحكيم والصراط المستقيم . فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغي الهدي في غيره اضله من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن دعي اليه هدي الي صراط مستقيم وهو الذي لا تنقضي عجائبه ولا يخلق علي كثرة الرد ـ وللقرآن أثر بالغ في النفس والقلوب وسائر المخلوقات فهو يملك النفس ويأسر القلب ويظهر أثره حتي علي المخلوقات الشامخة فلا يتحمله الجبل من شدة أثره واسمع لربك "لوأَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ". فضلا عن أثره علي الجن واسمع لربك "قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا"واسمع كذلك " ا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ"بل كان له أبلغ التأثير علي قلوب المنكرين المكذبين فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن قريشا اجتمعوا ليختاروا رجلا عالما بالسحر والكهانة يذهب لمحمد ويعرض عليه ليرده عن دعوته واجمعوا ليس لها إلا عتبة بن ربيعة فقالوا ليس لها إلا أبو الوليد فذهب أليه وقال يامحمد أأنت خير ام عبد الله والدك أأنت خير ام عبد المطلب جدك ؟ فسكت النبي فقال له إن كنت تظن أنك خير منهم فأسمعني فسكت . وإن كان لا فقدعبد ابوك وجدك آلهتنا وما عابوها . لقد عيبت آلهتنا وسفهت احلامنا وفضحتنا بين العرب فإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا وإن كنت تريد مالا جمعنا لك المال فصرت أغنانا وغن كنت تريد نساء جئناك بشر نسوة .فقال له هل فرغت يا أباالوليد اسمع مني يا أبا الوليد فلم يجادلالنبي ولم يشرح ولم يبرر لكن قرأ عليه اول سورة فصلت حتي وصل الي قوله تعالي فإن أعرضوا فقد أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود فوضع عتبة يده علي فم النبي وناشده بحق الرحم أن يسكت ثم رجع الي القوم وقال لهم عرضت عليه كل العروض فأسمعني كلاما مهو بالسحر ولا بالكهانة اسمعوها مني كلمة خلوا بين الرجل وشأنه فإن يظهر فعزه عزكم ومجده ومجدكم وإن يظهر عليه غيره فقد كفيتموه بغيركم فقالوا لقد سحرك يا أبا الوليد.أما أثره علي البيت الذي يقرأ فيه فإن المنزل يتسع باهله وتحل فيه البركة وتهرب منه الشياطين فعن سهل بن سعد عن رسول الله صلي الله عليه وسلم "إن الشياطين تفر من البيت الذي تقرا فيه سورة البقرة " . وإن قرأ علي المريض بنية الشفاء يشفي بإذن الله واسمع لربك "وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا " ويروي الامام الحاكم رحمه الله عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال "عليكم بالشفاءين القرآن والعسل ". أما أثره علي قارئه فحدث ولا حرج فقلبه يكون عامرا بالايمان موصولا بالواحد الديان ليس كالذي ليس في قلبه شيئ من القرآن فقد ثبت عن النبي قال "إن القلب الذي ليس فيه شيئ من القرآن كالبيت الخرب " ويصل صاحب القرآن الي أعلي المنازل فقد روي الترمذي عن عبد الله بن عمروبن العاص عن رسول الله قال "يقال لقارئ القرآن إقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند أخر أية كنت تقرؤها ". ومن اجل هذه الاثار كلها فقد حرص الكفار علي التشويش عليه حتي لايجدي ولكن هيهات واسمع لربك " وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون ". ـ ولا يقف القرآن عند هذا الحد فحسب فإن للقرآن فضل عظيم ورف جسيم عند رب الانام فمن فضله ثبات القلب واسمع لربك "وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا " ,كما أن يهدي من ظلام الكفر الي نور الايمان واسمع لربك "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا كبيرا ".، ويحصل صاحب القرآن علي الاجر فهو مع السفرة قال صلي الله عليه وسلم "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران " وهو من اهل الله قال صلي الله عليه وسلم "إن لله اهلين قالوا ومن هم يارسول الله ؟ قال :أهل القرآن هم اهل الله وخاصته ".بل جاء في الخبر أشراف امتي حملة القرآن وجاء من اراد الدنيا فعليه بالقرآن ومن أراد الاخرة فعليه بالقرآن ومن ارادهما معا فعليه بالقرآن فهنيئا لآهل القرآن فاللهم إنا نسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا وجلاء همومنا وذهاب غمومنا . بارك الله لي ولكم في القرىن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم ..... ـ الثانية : ـ ماذا يجب علينا نحو القرآن ؟بداية القراءة (الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون ) .او الاستماع اسمع لربك (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون " وهذا رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول " من استمع إلي آية من كتاب الله كانت له حسنة مضاعفة ومن تلاها كانت له نورا وبرهانا يوم القيامة " . ثم التدبر والتفكر والاتعاظ قال تعالي "أ فلا يتدبرون القرىن ام علي قلوب أقفالها " واسمع كذلك "أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا". ثم العمل بمقتضي القرآن باوامره والانتهاء عن نواهيه وبذلك يتحقق الايمان ويزيد اسمع لربك "وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلي ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم ".ثم تعاهد القرآن من النسيان فعن أبي موسي الاشعري رضس الله عنه قال : قال صلي الله عليه وسلم " تعاهدوا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من الابل في عقلها " ويكون ذلك بالبدء في ختمة جديدة كلما أنهيت الختمة فقد روي الترمذي عن بن عباس رضي الله عنه قال : سئل رسول الله صلي الله عليه وسلم " أي العمل أفضل يارسول الله ؟ قال الحال المرتحل .قيل وما هو قال :يضرب من اول القرآن الي آخره ومن أخره الي أوله " .
| |
|