أبو الزهراء المدير العام
عدد الرسائل : 560 العمر : 58 تاريخ التسجيل : 29/01/2007
| موضوع: جمال الفواصل في القرآن (2) السبت مايو 12, 2007 1:51 pm | |
| جمال الفواصل المعنوى فى القران الكريم -تابع 2 بسم الله الرحمن الرحيم-----نتابع حديثنا عن جمال الفواصل المعنوى فى كتاب الله عز وجل ؛وسبق ان تحدثنا عن أنه قد تجتمع الفواصل فى موضع واحد ويخالف بينها ----وقد تختلف الفاصلتان فى موضعين والمحدث عنه واحد لنكتة لطيفة ؛ كقوله سبحانه وتعالى فى سورة ابراهيم ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار ) ؛ ثم قال تعالى فى سورة النحل ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم ) فكأن الحق سبحانه وتعالى يقول : إذا حصلت النعم الكثيرة فأنت اخذها وأنا معطيها فحصل لك عند أخذها وصفان ؛ كونك ظلوما ؛ وكونك كفارا ؛ يعنى لعدم وفائك بشكرها . ولى عند إعطائها وصفان ؛ وهما ؛ انى غفور رحيم أقابل ظلمك بغفرانى وكفرك برحمتى ؛ فلا أقابل تقصيرك إلا بالتوقير ؛ ولا أجازى جفاءك إلا بالوفاء------------وقوله عز وجل فى سورة النساء ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ؛ ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما ) ثم أعادها وختم بقوله ( ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا ) ونكتة ذلك ؛ أن الاية الاولى نزلت فى اليهود وهم الذين افتروا على الله ما ليس فى كتابه . والاية الثانية نزلت فى المشركين ؛ ولا كتاب لهم ؛ وضلالهم أشد -------------وقد يحدث عكس هذا ؛ وهو أن تتفق الفاصلتان والمحدث عنه مختلف ؛ كقوله عز وجل ( يأيها الذين امنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة . ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم . ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الايات والله عليم حكيم . وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم كذلك يبين الله لكم اياته والله عليم حكيم ) فقد اتفقت الفاصلتان لأنهما يتعلقان بغرض واحد : وهو أدب الاستئذان فى وقت الخلوة -- ومناسبة الفاصلة لما قبلها واضحة ؛ فالله عز وجل شرع هذا الأدب العالى : لأنه عليم بأحوالكم ؛ حكيم فيما شرع لكم . وكرر الحق سبحانه وتعالى الفاصلة بألفاظها تأكيدا ومبالغة فى الإنذار -------------------------------وقد يشكل على غير المتأمل علاقة الفاصلة بما قبلها ؛ فيخيل إليه أن المناسبة بينهما مفقودة ؛ حتى إذا دقق النظر ظهر له الارتباط كاملا ؛ وأن الفاصلة واقعة موقعها مستقرة فى قرارها ؛ كقوله تعالى ( إن تعذبهم فإنهم عبادك وان تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) فإن قوله تعالى ( إن تغفر لهم ) يقتضى ان تكون الفاصلة : الغفور الرحيم - ولكن تظهر النكتة البليغة ؛ إذا علمنا أنه لا يغفر لمن استحق العذاب إلا من ليس فوقه أحد يرد عليه حكمه ؛ وهو العزيز أى الغالب . وأن الحكيم هو الذى يضع الشيء فى محله : وقد يخفى وجه الحكمة على بعض الضعفاء فى بعض الافعال فيتوهم انه خارج عنها وليس كذلك ؛ فكان فى الوصف بالحكيم احتراس حسن . أى إن تغفر لهم مع استحقاقهم العذاب فلا معترض عليك لأحد فى ذلك ؛ لأن الحكمة فيما فعلته--------هذا والله من وراء القصد . وسنتابع هذا الموضوع فى حلقات قادمة بإذن الله ؛ ولكل إخونى أعضاء المنتدى لهم منى اعضم التحايا نقلا عن الاستاذ رضا جوهر من منتدي طريق القرآن
عدل سابقا من قبل أبو الزهراء في الأحد مارس 30, 2008 1:49 pm عدل 1 مرات | |
|
سكينة جوهر مشرفة منتدي الدفاع عن الرسول وخيمة الشعر
عدد الرسائل : 22 العمر : 64 تاريخ التسجيل : 17/03/2008
| موضوع: رد: جمال الفواصل في القرآن (2) الأحد مارس 30, 2008 1:38 pm | |
|
موضوع قيّم جدا ويدل على غزارة علم وحس بلاغى شديد فبارك الله فيكم - أبا الزهراء - ونرجو المتابعة و أظن أن هناك من علماء العربية الأوائل بل وعلماء الدين من تحدّث فى مثل ذلك باستفاضة فلكم أرجو أن تشيروا فى مقالتكم القادمة لبعض مصادره 0000 وجزاكم الله كل خير | |
|