أبو الزهراء المدير العام
عدد الرسائل : 560 العمر : 58 تاريخ التسجيل : 29/01/2007
| موضوع: خلق الاسلام في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة الخميس مايو 15, 2014 3:41 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم أخلاق الإسلام في التعامل مع الضعفاء وذوي الاحتياجات الخاصة الجمعة في يوم 16/5/2014م ـ الحمد لله الواحد الخلاق أمر بحسن التعامل ومكارم الأخلاق . أحمد الله وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وأستعين به وأستنصره اللهم كما حسنت خلقنا حسن أخلاقنا . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمد عبده ورسوله شرفه وفضله وزينه وجمله وحلاه بكريم الخصال وعظيم الخلال . قال فينا وصدق "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " . اللهم صل وسلم وبارك علي رسول الله محمد خير عبادك وعلي آله وصحبه وكل مسلم آمن بآيات ربه ففاز بقربه وتمتع بحبه وسار علي دربه ونهجه إلي يوم اللقاء .أما بعد فأوصيكم وإياي عباد الله بتقوى الله وأحذركم ونفسي من عصيان الله ثم أستفتح بالذي هو خير يقول الله تبارك وتعالي وهو أصدق القائلين : بسم الله الرحمن الرحيم "وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ". عباد الله أيها المسلمون :ـ ـ فئة الضعفاء وأصحاب الاحتياجات الخاصة فئة أحبهم الله ورفع قدرهم بهذا الأمر ففي ظاهر الأمر أن ما هم فيه محنة والحق أنها منحة من الله فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط . واسمع لربك "مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌِ لكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ". ويصح في ذلك ما روي الإمام البخاري رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا غم ولا أذي حتى الشوكة يشاكها إلا حط الله عنه بها من خطاياه ". لذلك الحذر كل الحذر من السخرية والاستهزاء بواحد من هؤلاء ممن ابتلي واسمع لربك "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ". وليعلم المسلم أن هذا الضعيف والمبتلي هو أخوك وله عليك كل الحقوق صح في ذلك ما روي الإمام مسلم رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " لا تحاسدوا لا تباغضوا لا تدابروا لا يبع بعضكم علي بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله التقوى هاهنا التقوى ها هنا ويشير إلي صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم علي المسلم حرام دمه وماله وعرضه " وقد أدبنا الإسلام إذا رأينا مبتلي من هؤلاء أن نحمد الله علي ما نحن فيه من نعمة صح في ذك ما روي الإمام الترمذي رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " من رأي مبتلي فقال الحمد لله الذي عافاني مما ابتلي به هذا وفضلني علي كثير ممن خلق تفضيلا لم يصبه هذا البلاء ". ـ إخوة الإسلام : الإسلام دين الرأفة والرحمة يراعي حقوق جميع الطوائف الضعيف قبل القوي والصغير قبل الكبير والمريض قبل الصحيح وإن شئت فقل يراعي حق الحيوان صح في ذلك ما روي الإمام البخاري رحمه الله عن بن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " دخلت امرأة النار في هرة حبستها حتى ماتت لا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ولا هي أطعمتها " حقا إنه دين الرحمة واسمع لربك "وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ".ولم لا ؟ فهو يراعي الفئات التي لا تقوي علي قضاء حوائجها بمفردها فلا يوجد في الإسلام ما يعرف بالفئات المهمشة فالكل في حق الحياة سواء وصدق شوقي لما قال : جاءت فوحدت الزكاة سبيلهم حتى التقي الكرماء والعقلاء أنصفت أهل الفقر من أهل الغني فالكل في حق الحياة سواء وهنا يحدث التكامل والتوازن بين أفراد المجتمع فيعطف القوي علي الضعيف والغني علي الفقير والصحيح علي المريض فيضفي ذلك علي المجتمع حبا وحنانا ومودة وسعادة وينعكس أثر ذلك حيث يقع الرضا من الله فتنزل علي العباد الرحمة صح في ذلك ما روي الإمام البخاري رحمه الله عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " وهل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم "وهنا يؤكد النبي علي الضعفاء أطفالا ونساء وشيوخا ومرضي فمن أرضاهم أرضاه الله ومن أغضبهم غضب الله عليه . ولم لا ؟ فهم لا يقلون عن أحد ويمني أحدهم لو يجد ما ينفق وقد أشار القرآن إلي ذلك فقال "لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ " إذا كان هذا هو حالهم مع الله فكيف بنا معهم ؟ تعالوا بنا لننظر في حالنا لو لم نحسن التعامل معهم فمن جميل ما يروي أن عبد الله بن أم مكتوم أتي رسول الله يسأله عن شيء في الدين وكان عنده صناديد الكفر عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو جهل والعباس بن عند المطلب وأمية بن خلف والوليد بن المغيرة فانشغل الرسول بصناديد الكفر عن الرد علي بن أم مكتوم فنزل العتاب من الله لرسول الله "َعبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَن جَاءهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى ( وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى " لذا كان الرسول من بعدها يكرمه ويقول له مرحبا بمن عاتبني فيه ربي ويسأله هل لك من حاجة . ولذلك كان الرسول يكرم هذه الفئة يزور مريضهم ويطعم جائعهم ويقضي عن غارمهم ويكون في خدمتهم ويفعل ذلك والرحمة تغمر ثنايا صدره صح في ذلك ما روي الإمام النسائي رحمه الله عن عبد الله بن أبي أوفي رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلي الله عليه وسلم لا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي له الحاجة صح في ذلك ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " الساعي علي الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار " . ومن حقوق الضعفاء توفير اسباب الحياة الكريمة لهم في الماكل والمشرب والمسكن والرعاية الصحية والاجتماعية ونركز علي الطاقات الكامنة لصحاب العجز فهذا يحرك فيهم الابداع الفكري ويرفع عنهم اللم النفسي فيشعرون انهم جزء مهم من اجزاء المجتمع . ـ ومن الضعفاء اليتامى وقد أوصي الله الأوصياء بهم وبحفظ أموالهم واسمع لربك "َيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِهِ عَلِيما " واسمع كذلك "َيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " . ودقق معي في هذه الكلمة الجامعة قل إصلاح لهم خير وهي تختلف بحسب حال اليتيم فقد يحتاج اليتيم إلي مال فيكون الإصلاح له برا وعطاء ماديا وقد لا يحتاج وعنده مال كثير فيكون الإصلاح له إدارة هذا المال بيعا وشراء وقد يكون منحرفا أخلاقيا فيكون الإصلاح له تربية وتأديبا وإنزاله منزلة الابن فيكون الإصلاح أبوة وحنانا صح في ذلك ما روي الإمام مسلم رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار إلي السبابة والوسطي "وهذا رب العالمين " وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيد إن الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً". ـ ومن الضعفاء أيضا المرأة فقد كانت المرأة في الجاهلية مكروهة ويعير من أنجبها واسمع لربك "وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ " لذلك كانت تدفن حية وحرم الإسلام ذلك واسمع لربك " وَإِذَا الموءودة سُئِلَتْ ِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ " بل كانت مثل المتاع تورث ولا رأي لها فجاء الإسلام فكرمها وجعل لها حقا في الميراث قال تعالي "لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً "وحرم الإسلام إكراهها علي الزواج " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيرا " وجعل الإحسان إليها من مسوغات الجنة روي الإمام احمد عن انس قال صلي الله عليه وسلم " من كان عنده ثلاث جاريات فرباهن وأدبهن دخل الجنة " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم . الثانية ـ وأكرم الله المرأة زوجة فعن حكيم بن معاوية عن أبيه قال يا رسول الله ما حق زوجة احدنا عليه قال : تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت " وأوصي بها أما فقد روي البخاري رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من أمك قال ثم من قال أبوك " ـ أخوة الإسلام راعي الإسلام حقوق الضعفاء من مريض أو فقير أو يتيم أو عجوز وهذا يجعل هؤلاء لا يحملون حقدا عليك فينشأ الحب والتعاون في المجتمع فيصبح المجتمع كالجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى . | |
|