أبو الزهراء المدير العام
عدد الرسائل : 560 العمر : 58 تاريخ التسجيل : 29/01/2007
| موضوع: مجيئ الله في أرض المحشر الخميس يونيو 12, 2008 5:08 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم مجيء الله إلي أرض المحشر المنصورة يوم الجمعة 13/6/2008 م الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد . سبحانه سبحانه واحد في ذاته واحد في صفاته واحد في حكمه واحد في أمره واحد في قضائه وقدره . ألا له الخلق والمر تبارك الله رب العالمين . أحمد الله وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وأستعين به وأستنصره وأسأله الفوز بالجنة والنجاة من النار وأتوكل في جميع الأمور عليه . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبه ورسوله شرفه وفضله وزينه وجمله فكان أقرب المقربين إليه . اللهم صل وسلم وبارك علي رسول الله محمد خير عبادك وعلي آله وصحبه وكل مسلم آمن بآيات ربه ففاز بقربه وتمتع بحبه وسار علي دربه إلي يوم الدين . فأوصيكم وإياي عباد الله بتقوى الله وأحذركم ونفسي من عصيان الله ثم أستفتح بالذي هو خير يقول الله تعالي وهو أصدق القائلين بسم الله الرحمن الرحيم " وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى يَقُولُ يا ليتني قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ ".عباد الله أيها المسلمون :ـينبت الله الناس من الأرض كالبقل يوم الحشر بناء علي صيحة الداعي واسمع لربك"يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير " . فيقف الناس جميعا من لدن آدم حتى يرث الله الأرض ومن عليها في صعيد أرض المحشر فيكون زحاما خانقا . ثم تدنوا الشمس من رؤوس الخلائق فيكون بينها وبين العباد كمقدار الميل الواحد .ولك أن تتخيل حرارة الشمس . ثم تأتي جهنم لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها فتحيط بالناس " وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأني له الذكري " . فتجثوا الخلائق علي الركب " وتري كل أمة جاثية كل أمة تدعي إلي كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون " . فيصبح الناس في كرب عظيم فيذهبون للأنبياء ليستشفعون بهم فيتعللون إلا رسول الله يقول إني لها إني لها فيسجد تحت العرش ويلقي عليه ربه من المحامد والثناء ما لم يلق علي أحد ثم يقول يا رب قد وعدتني الشفاعة فشفعني في خلقك فأقضِ بينهم فيقول اللـه جل جلاله قد شفعتك أنا آتيكم لأقضي بينكم فيرجع الحبيب صلي الله عليه وسلم ليقف مع الناس في أرض المحشر لينظروا جميعاً مجيء الرب جل جلاله لفصل القضاء بين العباد واسمع لربك " يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلا هَمْسًا يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلا يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا ". فتنشق السماء وينزل أهل السماء الأولى من الملائكة بضعف من في الأرض من الإنس والجن واسمع لربك "وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلا هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ" . واسمع كذلك " وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ " .ثم يأتي ربنا سبحانه وتعالي إتياناً يليق بكماله وجلاله بلا تشبيه ولا تحريف ولا تكييف ولا تعطيل ولا تمثيل فكل ما دار ببالك، فاللـه بخلاف ذلك. " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ " " لَيسَ كَمثْلِهِ شَئٌ وَهُو السَّمِيعٌ البَصِيرٌ " . ثم يتنزل أهل السماء الثانية من الملائكة بضعف من في الأرض من ملائكة السماء الأولى والجن والإنس فيحيط أهل السماء الثانية بأهل الأرض من الملائكة والإنس والجن. وهكذا أهل السماء الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة على قدر ذلك من التضعيف. ثم يتنزل حملة العرش وهم يحملون العرش ويسبحون فيقولون : سبحان ذي الملك والملكوت سبحان ذي العزة والجبروت سبحان الحي الذي لا يموت سبوح قدوس رب الملائكة والروح . وصدق الله " فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ " . ثم يضع الحق سبحانه كرسيه حيث شاء من أرضه ويقول: يا معشر الجن والإنس إني قد أنصت إليكم منذ خلقتكم أسمع قولكم وأرى أعمالكم فأنصتوا اليوم إليَّ فإنما هي أعمالكم وصحفكم تُقرأ عليكم فمن وجد خيراً فليحمد اللـه ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه " أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدم أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ". وأول من يكلمه الله يوم القيامة آدم عليه السلام فقد ثبت في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي اللـه عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال يقول اللـه تعالى يا آدم فيقول لبيك وسعديك والخير كله في يديك فيقول اللـه عز وجل أخرج بعث النار فيقول آدم: وما بعث النار؟ فيقول اللـه عز وجل: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين قال: فذاك حين يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بِسُكارى ولكن عذاب اللـه شديد فاشتد ذلك على أصحاب الحبيب محمد فقالوا: يا رسول اللـه أينا ذلك الرجل؟ فقال النبي أبشروا فإن من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعين ومنكم رجلُُ ثم قال: والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا ربع أهل الجنة فحمدنا اللـه وكبرنا ثم قال والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة فحمـدنـا اللـه وكبرنـا ثـم قـال والذي نفسـي بيـده إنـي لأطمـع أن تكونـوا شطر أهل الجنة إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود " . ثم بعد ذلك ينادى رب العزة تبارك وتعالى: يا نوح يقول لبيك وسعديك فيقول اللـه سبحانه هل بلغت قومك؟ فيقول نوح: نعم يا رب واللـه أعلم فيقول الحق جل جلاله: يا قوم نوح هل بلغكم نوح؟ فيقولون لا ما أتانا من نذير وما آتانا من أحد فيقول من يشهد لك يا نوح؟ فيقول نوح: محمد وأمتهفتدعون فتشهدون أنه قد بلغ أمته ثم أدعى فأشهد عليكم" وصدق الله" وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا " . ثم يدعى عيسى عليه السلام ويقال له يا عيسى"أأنت قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ " ولماذا عيسي ؟ لأنه ما من رسول بعث في قومه إلا وقد آمن به من آمن من قومه وكفر من كفر إلا قوم عيسى فمنهم من قال: إن عيسى هو اللـه ومنهم من قال أن عيسى هو ابن اللـه ومنهم من جعل عيسى وأمه إلهين من دون " وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أأنت قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ثم يقول عيسى عليه السلام لربه الرحمن إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ". فيرد اللـه جل وعلا على عبده المصطفى ونبيه عيسى عليه السلام يقول: قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " . ثم يدعى جميع الرسل قال تعالى "يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ "وصدق الله "فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ " . ثم يبدأ الحساب والعرض فتسمع الملائكة تنادي أين فلان بن فلان تخيل ربك وهو يخاطبك " قد وكلت الملائكة بأخذك وسوقك في أرض المحشر على رؤوس الأشهاد والخلائق كلها تنظر إليك فيقرع النداء قلبك ويصفر وجهك وترتعد فرائصك وتضطرب جوارحك وترى نفسك بين يدي الحق جل جلاله ليكلمك ليس بينك وبينه ترجمان صح في ذلك ما روي الشيخان عن عدي بن حاتم أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال " ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه تُرجمان فينظر أيمن منه (أي عن يمينه) فلا يرى إلا ما قدم (أي في هذه الحياة الدنيا) وينظر أشأم منه (أي عن شماله) فلا يرى إلا مــا قــدم وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشـــق تمـــرة" أي ولو بنصف تمرة تتصدقون بها إلى اللـه جل وعـــلا. ثم يأمر اللـه تبارك وتعالى بالصحف وبالكتب فيأخذ كل إنسان صحيفته. تلك الصحيفة التي لا تغادر صغيرة كتمتها ولا كبيرة أسررتها فكم من معصية قد كنت نسيتها ذكرك اللـه إياها. وكم من مصيبة قد كنت أخفيتها أظهرها اللـه لك وأبداها. فيا حسرة القلب ساعتها على ما فرطنا في دنيانا من طاعة موالنا. اسمع لربك جل وعلا، وهو يقول " وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْــفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُـــولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَـــالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيـــرَةً وَلا كَبِــــيرَةً إِلا أَحْصَــــاهَا وَوَجَـــدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا " . أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم .صفة مجيء الله عبر الله فقال "هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر والي الله ترجع الأمور " . وقال " هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي بعض آيات ربك ". وقال "وجاء ربك والملك صفا صفا ". فالمجيء صفة من صفات الله نثبتها ولا نعلم كيفيتها فتكون علي الوجه اللائق به سبحانه من غير تعطيل ولا تحريف ولا تشبيه ولا تكييف . مثل صفة الاستواء علي العرش نقول الاستواء معلوم والكيف غير معقول والسؤال عنه بدعة " لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم " | |
|