أبو الزهراء المدير العام
عدد الرسائل : 560 العمر : 58 تاريخ التسجيل : 29/01/2007
| موضوع: حق الله الجمعة مايو 25, 2007 1:18 am | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم جامع المصطفي : 25/5/2007 حق الله
الحمد لله الواحد المعبود . سبح بحمده كل موجود . وخشع لعظمته كل شئ في الوجود . ودانت له جميع العوالم ..أحمد الله وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وأستعين به وأستنصره على كل جاهل غافل أثم . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله شرفه وفضله زينه بالخلق العظيم وجمله بعظيم المكارم . اللهم صل وسلم وبارك على رسولك محمد خير عبادك وعلى آله وصحبه وكل مسلم سار على دربه وتمسك بكتاب ربه ففاز بقربه وتمتع بحبه في جنات وعيون . أما بعد : فأوصيكم وإياي عباد الله بتقوى الله وأحثكم ونفسي على طاعة الله . و أحذركم غضب الله ثم استفتح بالذي هو خير. يروي الإمام الترمذي رحمه الله عن أبى ذر رضي الله عنه قال . قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن " ...
عباد الله أيها المسلمون :
وصية من وصايا رسول الله صلي الله عليه وسلم يوصي فيها حبيبه أبا ذر رضي الله عنه بثلاثة حقوق . ومن هو أبو ذر ؟ هو الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري جندب بن جنادة خامس من أسلم . أسلم بمكة ثم قدم لبلاد قومه ثم قدم علي رسول الله صلي الله عليه وسلم . كان من النجباء جاء في الخبر" لكل نبي سع نجباء ولي اثنا عشر نجيبا منهم جابر وأبو ذر " أحبه الرسول بأمر من السماء جاء في الخبر " أمرت بحب أربعة علي والمقداد وسلمان وأبو ذر ". وصفه النبي بصدق اللهجة فقال " ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من ذي لهجة أصدق من أبى ذر . "وله في حديث واحد في الأدب المفرد يرويه هو فيقول ( كنت نائما علي بطني فركضني الرسول وقال هذه ضجعة أهل النار ) . توفي بالربذة عام 32 هـ .
يروي هذا الصحابي الجليل وصية جامعة مانعة عن النبي صلي الله عليه وسلم تشمل علي ثلاثة حقوق : ( اتق الله حيثما كنت ـ حق الله ـ وأتبع السيئة الحسنة تمحها ـ حق المكلف ـ وخالق الناس بخلق حسن ـ حق العباد ) .
فماذا عن حق الله ؟؟
حق الله :" اتق الله حيثما كنت ":ـ اتق الله في الخلوة والجلوة والشدة والرخاء والسراء والضراء وفي عموم الزمان والمكان ولن يكون ذلك كذلك إلا بأن تستحضر معية الله لك ( ما يكون من نجوي ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدني من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شئ عليم ) وهذه معية عامة تعني أن الله مستو فوق عرشه علي الكيفية اللائقة به سبحانه لكنه معهم بعلمه وسمعه وبصره وهذه المعية تختلف عن المعية الخاصة في قوله " إن الله مع الصابرين "و قوله تعالي " إنني معكما أسمع وأري " وقوله تعالي " إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون " فهذه معية نصر وتأييد .
* والتقوى : هي أن لا يراك الله حيث نهاك ولا يفتقدك حيث أمرك وأن تجعل بينك وبين ما يغضب الله وقاية تؤهلك لفعل ما أمر واجتناب ما نهي عنه وزجر حتى مثقال الذرة ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) . وقيل فعل الواجبات والمندوبات وترك المحرمات والمكروهات وترك شئ من الحلال خشية أن تقع في الحرام وهذا هو الورع قال عمر: كنا نترك تسعة أعشار الحلال خشية أن نقع في الحرام . وسئل أبو هريرة عن التقوى؟ فقال : هل أخذت طريقا فيه شوك ؟ قال نعم قال ماذا فعلت ؟ قال إذا رأيت الشوك عزلت عنه قال ذلك التقوى..
وصدق بن المعتمر : خل الذنوب صغيرها وكبيرها فهو الـــــتــقي وكن كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يري ولا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصــــي
* والمتقون هم المهتدون المفلحون ( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدي للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون أولئك علي هدي من ربهم وأولئك هم المفلحون ) . والمتقون هم الصادقون (ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتي المال علي حبه ذوي القربى واليتامى والمسكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة آتي الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون ) . والمتقون هم أولياء الله ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون ) .
* وللتقوى ثلاث مراتب : التبرؤ من الكفر والتقوى من الخلود في النار وذلك بقول لا إله إلا الله ( وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها أهلها ) . ثم تجنب ما فيه لوم من الصغائر وذلك في قوله تعالي ( ولو أن أهل القري آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ) . ثم تجنب ما يشغل القلب عن الحق وصفاء القلب لله وهذا هو حق التقوى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )وقد سئل بن مسعود رضي الله عنه عن حق التقوى فقال أن يطاع الله فلا يعصي وأن يذكر فلا ينسي وان يشكر فلا يكفر.
وصدق من قال : اتق الله فتقوي الله ما جاورت قلب امرئ إلا وصــــل
ليس من يقطع طرقا بطلا إنما من يتق الله هو البطل
وللتقوى أهمية عظيمة : * فبها ذات الفتي وصدق من قال : ذات الفتي والله بالعلم والتقي إذا لم يكونا فلا اعتبار لذاته
* وهي لباس الإيمان قال وهب بن منبه " الإيمان عريان ولباسه التقوى " واسمع لربك " ولباس التقي ذلك خير " * وهي وصية الله للأولين( ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله )* وهي وصية رسول الله لصحابته فقد أوصي أباذر فقال له "عليك برأس الأمر رأس الأمر كله " و أوصي أبا سعيد فقال له" عليك بالتقوى فإنها جماع كل خير " . وأوصي يزيد بن سلمة فقال له " أوصيك بكلمة جامعة عليك بتقوى الله فيما تعلم" * وهي وصية الصحابة من بعده فقد أوصي أبو بكر رضي الله عنه " أوصيكم بتقوى الله وأن تثنوا عليه بما هو أهله وأن تخلطوا بين الرغبة والرهبة والإلحاف بالمسالة فقد أثني الله علي زكريا وأهله فقال كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين " .* وهي وصية التابعين فقد قيل لأحد التابعين أوصنا فقال أوصيكم بخاتمة سورة النحل " إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون " .* وهي الكافية قرأ رسول الله صلي الله عليه وسلم ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) ثم قال يا أبا ذر لو أخذ الناس بهذه الآية لكفتهم .* لهذا كانت منية رسول الله صلي الله عليه وسلم ومطلبه في الدعاء فكان يدعوا اللهم إني أسألك الهدي والتقي والعفاف والغني .
* والمعني الجامع لها ما ذكره الإمام علي بن أبي طالب هي : الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل .
** الخوف من الجليل : بمعني أن تخاف مقام الله تعالي ( وأما من خاف مقام ربه ونهي النفس عن الهوي فإن الجنة هي المأوي ).و ليست جنة واحدة بل جنتان ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) ليس هذا فحسب بل " ومن دونهما جنتان فبأي آلاء ربكما تكذبان ". ويروي الإمام الترمذي رحمه الله عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " عينان لا تمسهما النار يوم القيامة عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله " . وما هذا الجزاء إلا لأن الخوف يحرك الإنسان نحو فعل الحلال وترك الحرام . يروي الإمام الترمذي رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال صلي الله عليه وسلم " من خاف أد لج ومن أد لج بلغ المنزل " . ويتصل بالخوف من الله عدم الخوف من غيره قال تعالي في حديثه القدسي " يابن آدم لا تخش من ذي سلطان مادام سلطاني باقيا وسلطاني لا ينفد أبدا "
** العمل بالتنزيل : أي العمل بالقرآن بما فيه من تعاليم وأحكام ولم لا ؟ فهو يهدي للتي هي أقوم ( إن هذا القرآن يهدي للتي أقوم ) . ويهدي إلى الرشد ( إنا سمعنا قرأنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ) . من أجل ذلك دعانا الرسول صلي الله عليه وسلم للعمل بما جاء فيه فقال صلي الله عليه وسلم فيما روي الدار قطني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :" إن هذا القرآن مأدبة الله فاقبلوا من الله مأدبته " وقال " من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن دعي إليه هدي إلى صراط مستقيم ".
** الرضا بالقليل : وهو القناعة بما قسم الله فهذا هو الغني الحقيقي روي الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال صلي الله عليه وسلم " ليس الغني عن كثرة العرض إنما الغني غني القلب " . والرضا بالقليل هو الأحسن لأمور : لأن الكثير قد يطغي روي الإمام أحمد عن أبي الدر داء قال صلي الله عليه وسلم " ما قل وكفي خير مما كثر وأطغي وألهي " . والكثير يصعب السؤال علي صاحبه يوم القيامة روي الإمام الترمذي عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال : قال صلي الله عليه وسلم " لن تزولا قدما عبد يوم القيامة عن الصراط حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن علمه ماذا عمل به وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه " . واسمع لندم الميت وهو محمول علي الأعناق فيقول يا أهلي ويا خلاني لا تلعبن بكم الدنيا كما لعبت بنا فقد جمعت المال من حله ومن غير حله وتركته كله وسأحاسب عنه أمام الله وحدي فالمال لكم والحساب علي .
الثانية :
الاستعداد ليوم الرحيل .
يوم الرحيل آت لا محالة فالموت موت ليس منه فوت . إن أقمتم أخذكم وإن فررتم أدر ككم فالموت معقود بنواصيكم . وهو لا يعرف شيابا ولا يترك شبابا ولكن للموت كلمة يقولها ( ولكل أمة اجل ذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) . من أجل ذلك يجب أن نستعد له عن أبي ذر رضي الله عنه قال :قال صلي الله عليه وسلم " أعد الزاد فإن السفر طويل وجدد السفينة فإن البحر عميق وخفف الحمل فإن العقبة كئود وأخلص العمل فإن الناقد بصير ) . واسمع لربك( وتذودوا فإن خير الزاد التقوى )
وصدق من قال : تذود من حياتك للمعاد وقم إلى الله واجمع خير ذاد
أترضى أن تكون رفيق قوم لهم ذاد وأنت بغير ذاد
وصدق من قال : تذود من التقوى فإنك لا تدري إذا جن ليل هل تعيش إلى الفـــــــــجر
فكم من صحيح مات من غير علة وكم من سقيم عاش حينا من الدهر وكم من صغار يرتجي طول عمرهم وقد دخلت أجسامهم ظلمــة القبر وكم من فتي أمسى وأصبح لاهيا وقد نســــــجت أكفانه وهو لا يدري وكم من عروس زينوها لعرسها وقد قبضت أرواحهم ليلة القـــــــــدر
عدل سابقا من قبل في السبت يونيو 23, 2007 5:16 am عدل 1 مرات | |
|
ام عبد الله مشرفة منتدي البراعم التربوي
عدد الرسائل : 19 العمر : 38 تاريخ التسجيل : 09/04/2007
| موضوع: رد: حق الله السبت يونيو 23, 2007 1:52 am | |
| | |
|