أبو الزهراء المدير العام
عدد الرسائل : 560 العمر : 58 تاريخ التسجيل : 29/01/2007
| موضوع: الاصطفاف لبناء الوطن الخميس يناير 07, 2016 10:02 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الاصطفاف لبناء الوطن ا لمنصورة في يوم 8/1/2016 ـالحمد لله رب العالمين أمر بالأمن والأمان . ونهي عن الظلم والطغيان .أحمد الله وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وأستعين به وأستنصره وأسأله الأمن والأمان والعفو عن ما سلف وكان من الذنوب والعصيان . وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له . أطعم من جوع وآمن من خوف . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله شرفه وفضله وزينه وجمله واصطفاه واجتباه ووفقه وهداه فكان للأمة أمنا وأمانا قال فيه ربنا وصدق "وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون". اللهم صل وسلم وبارك علي رسول الله محمد خير عبادك وعلي آله وصحبه وكل مسلم آمن بآيات ربه ففاز بقربه وتمتع بحبه وسار علي دربه إلي يوم الدين . أما بعد فأوصيكم وإياي عباد الله بتقوى الله فتقوي الله وصية الله للاولين والاخرين " ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم ان اتقوا الله وإن تكفروا فإن لله مافي السموات ومافي الأرض وكان الله غنيا حميدا "وأحذركم ونفسي من عصيان الله ثم أستفتح بالذي هو خير . يقول الله تبارك وتعالي وهو أصدق القائلين:بسم الله الرحمن الرحيم " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم علي شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون ". *عباد الله أيها المسلمون :ـ ـ مصر كنانة الله في أرضه كلفها الله بحماية الدين والذود عن حياض المسلمين(وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ).وجعل أهلها في رباط إلي يوم القيامة . روي بن عبد الحكم عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول "إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا فذلك الجند هم خير أجناد الأرض فقال أبو بكر ولم يا رسول الله ؟ قال : لأنهم وأزواجهم في رباط إلي يوم القيامة ". ـ نعمة الأمن نتيجة مباشرة للإيمان والعمل الصالح فإذا تأكد الإيمان وتأسس عليه العمل الصالح ولد الأمن حتما واسمع لربك " َوعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون". والأمن صفة للمجتمع المؤمن صح في ذلك ما روي الإمام الترمذي عن الحبيب النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال "المؤمن من أمنه الناس علي دمائهم وأموالهم ". لذلك نهي الإسلام عن شهر المسلم سيفه في وجه أخيه صح في ذلك ما روي الإمام البخاري رحمه الله عن أبي بكرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "إذا التقي المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار فقالوا يا رسول الله هذا هو القاتل فما بال المقتول ؟ قال : إنه كان حريصا علي قتل صاحبه ". وضد الأمن الخوف يسلطه الله علي الكافرين واسمع لربك (َضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ). ـ لذلك دعي الإسلام إلي المحافظة علي الأمن بصفة عامة . الداخلي والخارجي . ففي سبيل الأمن الداخلي (1) نهي عن ترويج الإشاعات حتى لا يتسلل الخوف ولا يتسرب الرعب إلي عامة الناس "و َإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً". إخوة الاسلام :وطن الإنسان هو مكان ولادته ومحل إقامته وأصل انتمائه وموضع حبه لذلك فإن فرعون عليه أللعنة لما أراد أن يستنفر قومه لمواجهة موسي عليه السلام هز فيهم غريزة حب الوطن واسمع لربك "إن هذا لساحر عليم يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون " . وهذا رسول الله يضرب لنا أروع الأمثلة في حب الأوطان حينما وقف أمام مكة عند الهجرة وعيناه تذرفان الدمع وهو يودعها ويقول والله إنك لأحب أرض الله إلي ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت . وهذا رب العالمين يسوى بين القتل وبين الخروج من الوطن قال تعالي " ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ". لذلك فحب الوطن مركوز في نفس كل إنسان فما بالكم لو كان الموطن مكة أم القرى البلد الحرام البلد الأمين والمواطن هو محمد بن عبد الله أصدق الناس وأخلصهم في حب الوطن . وظل هذا الشعور ملازما للنبي صلى الله عليه وسلم لا يقدم عليه من مكة قادم إلا سأله عنها واهتز قلبه شوقا إليها. ولم يكن هذا هو حال النبي وحده بل كان الصحابة كذلك. فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وعك أبو بكر وبلال قالت فدخلت عليهما فقلت يا أبت كيف تجدك ؟ يا بلال كيف تجدك ؟قالت فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول كل امرىء مصبح في أهلــــــــــــــــــــه والموت أقرب إليه من شراك نعله وكان بلال إذا أقلع عنه الحمى يرفع عقيرته ويقول : ألا ليت شعرى هل أبيتن ليلة بواد وحولى إذخر وجليــــل وهل أردن يوما مياه مجنـــة وهل يبدون لى شامة وطفيل قالت عائشة : فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال اللهم حبب إلينا المدينة كحب مكة وأشد ولم يزل هذا الحنين والشوق إلى البلد الحرام مستمرا حتى فتحها الله عليه ودخلها الحبيب صلى الله عليه وسلم قائدا فاتحا منتصرا في السنة الثامنة للهجرة . وقد علمنا الاسلام دروسا في الانتماء وحب الوطن وحقوقه علينا منها :ـ ـ عدم الافساد في مؤسساته ومنشآته مرافقه ، والأخذ علي ايدي دعاة الفتنة والتخريب . أما عن الافساد فقد نهي الله عنه فقال " ولا تفسدوا في الارض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين " فمن أفسد فعاقبته النار يوم القيامة واسمع لربك " وإذا تولي سعي في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد " ومن يؤذ فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا " والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا " وفي الخبر "من أشار بحديدة في يده تلعنه الملائكة ولو لأخيه بن امه وأبيه ". ـ واما الأخذ علي أيدي دعاة الفرقة والضلال محبي التخريب فيكون بنصحهم وتوجيههم عملا بقول الله "ولتكن منكم أمة يدعون الي الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون " وعدم المشاركة معهم بل ومنعهم من التخريب عملا بحديث فقه السفينة فقد روي الامام البخاري رحمه عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "إن قوما ركبوا سفينة فاستهموا فصار لكل رجل منهم موضع فصار بعضهم أعلاها وصار بعضهم أسفلها فكان الذين في الاسفل كلما ارادوا ان يسقوا مروا علي من فقوقهم فقالوا لو انا خرقنا في نصيبنا خرقا فنسقي منه حتي لا نؤذي من فوقنا فلو انهم اخذا علي ايديهم نجو ونجو جميعا ولو انهم تركوهم هلكوا وكلكو جميعا ". أقول قولي هذا . الثانية :ـ لن يتحقق للامة ما تصبوا إليه إلا بالتوحد حول كتاب الله وسنة رسوله " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته غخوانا وكنتم علي شفا حفرة من النار فانقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون " ويروي الامام مسلم رحمه عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي " ولا ننسي خطاب الله لنا من فوق سبع سموات بالتوحد علي قلب رجل واحد وعدم الانجراف حلف الدعوات الهدامة التي تفرق الامة واختم بقول الله وإن هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاتقون " فاللهم احفظ الأمة واكشف الغمة مة .
| |
|