أبو الزهراء المدير العام
عدد الرسائل : 560 العمر : 58 تاريخ التسجيل : 29/01/2007
| موضوع: الأسرة ودورها في امن المجتمع الجمعة مارس 20, 2015 12:19 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الأسرة ودورها في الحفاظ علي استقرار المجتمع الجمعة يوم : 20/3/2015 م الحمد لله أرشد وهدي ووفق من شاء من عباده إلي طريق الهدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا.أحمد الله وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وأستعين به وأستنصره وأسأله الوقاية والحماية من جميع الآفات وأتوكل في جميع الأمور عليه . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله شرفه وفضله وزينه وجمله فكان أقرب المقربين إليه.اللهم صل وسلم وبارك علي رسول الله محمد خير عبادك وعلي آله وصحبه وكل مسلم آمن بآيات ربه ففاز بقربه وتمتع بحبه وسار علي دربه ونهجه إلي يوم الدين .أما بعد .فأوصيكم وإياي عباد الله بتقوى الله . فتقوي الله وصية الله للأولين والآخرين " وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ غَنِيّاً حَمِيداً " وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم "لا فضل لعربي علي عجمي إلا بالتقوى ". وصدق من قال:
اتق الله فتقوي الله ما جاورت قلب امرئ إلا وصل ليس من يقطع طرقا بطلا إنما من يتق الله هو البطل وأحذركم ونفسي من عصيان الله ثم أستفتح بالذي هو يقول الله تبارك وتعالي وهو أصدق القائلين بسم الله الرحمن الرحيم " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً". عباد الله أيها المسلمون :ـ ـ الأسرة لغة : الدرع الحصين و شرعا : عشيرة الرجل ورهطه وأهل بيته واسمع لربك "وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ" واسمع كذلك "َأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى"واسمع كذلك"وانذر عشيرتك الأقربين". فالأسرة هي اللبنة الأولي في المجتمع تربي النشء وتصنع الرجال وتبني الأبطال فمنها يخرج العالم والإمام والطبيب والمهندس والفارس المقدام فبصلاحها صلاح المجتمع وبفسادها فساد المجتمع . ـ من أجل ذلك اهتم الإسلام بالأسرة أيما اهتمام وعني بها أيما عناية لاسيما في مرحلة تكوينها ومرحلة حياتها وذلك يتناسب مع الدور الكبير الذي تقوم به من أجل المجتمع. * ففي مرحلة تكوينها بين أنها لم تبن علي سفاح محرم وإنما بنيت علي نكاح مؤسس علي كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم فالزواج سنة كونية ووسيلة محبوبة وطريقة مرغوبة لأن به بقاء التناسل ودوام التواصل به يجعل الله العدو حبيبا والبعيد قريبا والأجنبي صهرا ونسيبا واسمع لربك " وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" واسمع كذلك " سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ" .من اجل ذلك خلق الله لأدم زوجه من جنسه قال تعالي " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا" . وحث النبي الشباب علي الزواج حثا صح في ذلك ما روي الشيخان الجليلان البخاري ومسلم رحمهما الله عن بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ". ـ ووضع في سبيل ذلك معايير اختيار الزوجة وفي مقدمتها معيار الدين صح في ذلك ما روي البخاري رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم قال " تنكح المرأة لأربع لمالها وحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك " معايير اختيار الزوج الكفاءة والدين روي البيهقي عن أبي حاتم المزني رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير " . *أما في مرحلة حياتها فنادي أن تقوم الحياة بين الزوجين علي المعاشرة بالمعروف والمودة والرحمة واسمع لربك " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ". وقال "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً". وهذا رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ". ـ وثمر الأسرة الأبناء ويبذل الأبوان في سبيلهم النفس والنفيس والغالي والرخيص من أجل تنشئتهم وتربيتهم علي السلوك القويم والتربية الحسنة واسمع لربك " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ". ويصح في ذلك ما روي الشيخان الجليلان البخاري ومسلم رحمهما الله عن بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالإمام راع ومسئول عن رعيته والرجل راع في أهل بيته ومسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " . ـ إن نجاح الأسرة مرهون بالمحافظة علي فطرة الطفل السوية من الانحراف والتشويه في مرحلة الطفولة و مرحلة الشباب ففي هاتين المرحلتين الخطيرتين يتأثر الابن بأبويه يحذو حذوهما ويقتفي أثرهما قال النبي " المرء يولد علي الفطرة وأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه". فاغرس في ولدك الأخلاق والآداب وعلمه حب الوطن والانتماء وصدق من قال :
وينشا ناشؤا الفتيان منا علي ما كان عوده أبوه وليس يدين الفتي بحجي ولكن يعوده التدين أقربوه فضلا عن ذلك وجه الإسلام نظر الأبوين لمراقبة الأبناء في اختيار الصديق الصالح والابتعاد عن قرين السوء فالمرء علي دين خليله وكل قرين بالمقارن يقتدي واسمع لربك "الإخلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ" وعن أبي موسي الأشعري عن الحبيب النبي قال " مثل الجليس الصالح والجليس السيئ كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثوبك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة " وروي الإمام الترمذي عن أبي سعيد الخدري عن الحبيب النبي قال " لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي ". ـ ألا فليراع الأبوان هذه المباديء عند تربية الأبناء فإنهم مسئولون عن ذلك أمام الله يوم القيامة روي النسائي رحمه الله عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " إن الله سائل كل راع عما استرعاه أحفظ أم ضيع حتى يسأل الرجل عن أهل بيته " . ـ وفي المقابل أوصي الإسلام بالأبوين خيرا فأمر بالإحسان إليهما واسمع لربك "َووَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" ويقول "وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ" وجعل الإحسان إليهما في المرتبة الثانية بعد التوحيد واسمع لربك "وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً"ويصح في ذلك ما روي الشيخان الجليلان البخاري ومسلم رحمهما الله عن بن مسعود رضي الله عنه قال : سئل رسول الله صلي الله عليه وسلم "أي العمل أحب إلي الله قال الصلاة علي وقتها قيل ثم أي قال بر الوالدين قيل ثم أي قال الجهاد في سبيل الله " أقول قولي هذا .... الثانية :ـ الأمن ضد الخوف وإذا قام الأبوان بواجبهما نحو الأبناء وقام الأبناء بواجبهم نحو الآباء تحقق استقرار الأسرة وأمنها وهذا يصب في أمن المجتمع فأمن الأسرة يولد الأمن المجتمعي الصحي و الاقتصادي و الغذائي واسمع لربك "الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ" . والعكس بالعكس عندما يضيع أمن الأسرة يضيع أمن المجتمع بأسره واسمع لربك "وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ " . | |
|