أبو الزهراء المدير العام
عدد الرسائل : 560 العمر : 58 تاريخ التسجيل : 29/01/2007
| موضوع: حرارة الصيف الجمعة يونيو 26, 2009 12:51 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم حراة الصيف جامع المصطفي : المنصورة في 25/6/2009 الحمد لله الحي القيوم سبحانه سبحانه لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء . أحمد الله وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وأستعين به وأستنصره وأساله الفوز بالجنة والنجاة من النار ( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله شرفه وفضله وزينه وجمله واصطفاه واجتباه ووفقه وهداه فكان صفوة المصطفين الأخيار . اللهم صل وسلم وبارك علي رسول الله محمد خير عبادك وعلي آله وصحبه وكل مسلم آمن بآيات ربه ففاز بقربه وتمتع بحبه وسار علي دربه إلي يوم الدين . أما بعد فأوصيكم وإياي عباد الله بتقوى الله وأحذركم ونفسي من عصيان الله ثم أستفتح بالذي هو خير . يٌقول الله تبارك وتعالي وهو أصدق القائلين : بسم الله الرحمن الرحيم " وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظ كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلي قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلال كبير " . ويروي الإمام أحمد رحمه الله عن أبي هريرة رضي عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم يخرج عنق من النار يوم القيامة له عينان تبصران وأذنان تسمعان ولسان ينطق يقول وكلت بثلاثة بكل جبار عنيد وبكل من دعا مع الله الاها آخر وبالمصورين "عباد الله أيها المسلمون : النار : هي الدار التي أعدها الله للكافرين فهي الخزي الكبير " ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار" . وأهلها هم الخاسرون " إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين ". ومذهب أهل السنة والجماعة : أن الجنة والنار مخلوقتان قبل الخلق موجودتان الآن لا تفنيان أبدا ولا تبيدان . دليل ذلك من القرآن قوله تعالي عن الجنة ( أعدت للمتقين ) وعن النار ( أعدت للكافرين ) ويصح في ذلك ما روي الشيخان الجليلان البخاري ومسلم رحمهما الله عن عبد الله بن عباس رضي عنهما قال : قال الصحابة رأيناك يا رسول الله تناولت شيئا ثم تكعكعت فقال رأيت الجنة وتناولت عنقودا ولو أصبته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا ورأيت النار فلم أر منظرا كاليوم قط أفظع ورأيت أكثر أهلها النساء قالوا بم يا رسول الله قال بكفرهن قيل أيكفرن بالله قال يكفرن العشير ويكفرن الإحسان لو أحسنت إلي إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئا قالت ما رأيت خيرا قط ". ويقوم عليها خزنة ( من الملائكة ) خلقهم عظيم وبأسهم شديد اسمع لربك" يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون". وعددهم تسعة عشر ملكا " وصدق الله " سأصليه سقر وما أدراك ما سقر لا تبقي ولا تذر لواحة للبشر عليه تسعة عشر". وكان هذا العدد فتنة للذين كفروا ظنوا أنهم يمكن التغلب عليهم ولكن هيهات واسمع لربك " وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا"فلما يعجزون مع الملائكة يتذللون إليهم " وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب قالوا أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلي قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين غلا في ضلال ". وهذه النار هولها شديد وقعرها بعيد كلما ألقي فيها فوج سألها ربها هل امتلأت وتقول هل من مزيد . صح في ذلك ما روي الإمام مسلم رحمه الله عن بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله " يؤتي بجهنم يوم القيامة لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها " ومن شدة هولها أن الشمس والقمر المخلوقان العظيمان مثل ثوران مكومان فيها يوم القيامة وروي الطحاوي وصححه الألباني عن أبي هريرة عن رسول الله "والشمس والقمر ثوران مكوران في النار يوم القيامة ". وروي الإمام الحاكم رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله " لو أن حجرا القي من شفير جهنم هوي فيها سبعين خريفا لا يبلغ قعرها ". وروي الشيخان عن انس عن رسول الله " لاتزال جهنم يلقي فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوي بعضها علي بعض فتقول قط قط بعزتك وكرمك " . والنار متفاوتة في شدة حرها فهي دركات والمنافقون في الدرك الأسفل من النار اسمع لربك" إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا ". وقودها الناس والحجارة ( فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين ) قال بن رجب حجارة الكبريت فيها سرعة الإيقاد ونتن الرائحة وكثرة الدخان وشدة الالتصاق بالأبدان وقوة حرها .وأسماؤها سبعة جهنم ولظي والحطمة والسعير وسقر الجحيم والهاوية . ولها سبعة أبواب اسمع لربك" وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم ". وهذه الأبواب مغلقة فإذا ورد الكفار ينتظرون حتى تفتح " وسيق الذين كفروا إلي جهنم زمرا حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلي ولكن حقت كلمة العذاب علي الكافرين ". فإذا دخلوا أغلقت الأبواب فلا يخرج أحد " والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشئمة عليهم نار مؤصدة " " إنها عليهم مؤصدة " يعني محكمة الغلق . ونحن في هذه الأيام نعاني من شدة الحر فنتبرد بثلاثة أشياء بالماء والهواء والظل أما أهل النار فلا أمل لهم في هذه الأشياء واسمع لربك " وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم فالسموم ريح حارة فلا هواء بارد والحميم ماء مغلي فلا ماء بارد وظل من يحموم فالظل قطع من الدخان لاتحجب الحر . لذلك إذا اشتد الحر فقم إلي الصلاة . صح في ذلك ما روي الشيخان الجليلان البخاري ومسلم رحمهما الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم " . ويروي الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي عنه قال اشتكت النار إلي ربها فقالت رب أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف فأشد ما تجدون من الحر واشد ما تجدون من الزمهرير ".أما المخلدون فيها فالمكذبون المستكبرون " والذين كذبا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون " . والمجرمون " إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون " . والكافرون " إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب و لا هم ينظرون " والخلود هنا معناه عدم الخروج منها اسمع لربك " يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم " صح في ذلك ما روي الإمام البخاري عن بن عمر عن رسول الله إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار أذن مؤذن يا أهل الجنة خلود بلا موت وأهل النار خلود بلا موت فيزداد أهل الجنة فرحا إلي فرحهم وأهل النار حزنا إلي حزنهم ". وما ذلك إلا لأن الموت يموت صح في ذلك ما روي الإمام مسلم رحمه عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "يجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار فيقال يا أهل الجنة هل تعرفون هذا فيشرأبون وينظرون ويقولون نعم هذا الموت قال فيؤمر فيذبح ثم يقال يا أهل الجنة هل تعرفون هذا فيشرئبون وينظرون فيقولون نعم هو الموت قال فيؤمر فيذبح ثم يقال يا أهل الجنة خلود بلا موت ويا أهل النار خلود بلا موت " . والجرائم المفضية إلي النار هي : الشرك والعياذ بالله " إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً أولئك هم الكافرون حقاً وأعتدنا للكافرين عذاباً مهينا " ، عدم القيام بالتكاليف الشرعية " ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتي أتانا اليقين " ، النفاق " ن المنافين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا " ، الكبر " إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين" . وهناك أشخاص ذكر القرآن أنهم من أهل النار فرعون موسي عليه اللعنة قال عنه رب العالمين " يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار " ، وامرأة نوح وامراة لوط " ضرب الله مثلا للذين كفروا امراة نوح وامرأة لوط كانت تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيلا ادخلا النار مع الداخلين ".وامرأة أبو لهب " وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد " وروي الإمام البخاري عن عمرو بن العاص أن النبي أخبر انه رأي عمروا بن عامر الخزاعي يجر أمعاءه في النار " وأخبر أن قاتل عمار بن ياسر في النار " . وأخف أهل النار عذابا أبو طالب عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أهون أهل النار عذاباً من له نعلان وشراكان من نار يغلى منهما دماغه كما يغلى المرجل ". الثانية : إذا كان الحر من فيح جهنم . فماذا نفعل ؟ روي الشيخان الجليلان البخاري ومسلم رحمهما الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم ". وهذا ما قصده النبي تحترقون تحترقون وتأتي صلاة الصبح فتطفئها . عدي بن حاتم أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر النار فأشاح بوجهه فتعوذ منها ثم ذكر النار فأشاح بوجهه فتعوذ منها ثم قال اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة " . ومما شاع في زماننا تخصيص بعض الناس لهذا الشهر بصيام أو قيام أو عمل معين ظانين أن هذا الشهر له من الخصائص ما ليس لغيره . والحق أن هذا الشهر كغيره من الشهور والأحاديث التي سيقت في هذا المقام لا تصح عن رسول الله صلي الله عليه وسلم بل ونبه العلماء عليها ومنها " رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي " وفضل رجب علي سائر الشهور كفضل الله علي عباده ..الخ فهذه ومثيلاتها لم تثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم | |
|