أبو الزهراء المدير العام
عدد الرسائل : 560 العمر : 58 تاريخ التسجيل : 29/01/2007
| موضوع: آداب حج بيت الله الحرام الجمعة أكتوبر 24, 2008 1:54 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم جامع المصطفي في يوم 24/10/2008 آداب حج بيت الله الحرام الحمد لله يربي أحبابه علي موائد آدابه يسدل ثوابه علي من يشاء بغير حساب . وتوعد بأليم العذاب من خرج علي الشرع وتعدي حدود الآداب ويتوب الله علي من تاب . أحمد الله وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وأستعين به وأستنصره وأرجوه الحكمة وفصل الخطاب . وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله شرفه وفضله وزينه وجمله واصطفاه واجتباه ووفقه وهداه فكان كريم الأحساب وكان عظيم الأنساب . اللهم صل وسلم وبارك علي رسول الله محمد خير عبادك وعلي آله وصحبه وكل مسلم آمن بآيات ربه ففاز بقربه وتمتع بحبه وصار علي دربه إلى يوم الدين . أما بعد : فأوصيكم وإياي عباد الله بتقوى الله وأحذركم ونفسي من عصيان الله ثم أستفتح بالذي هو خير . يقول الله تبارك وتعالي وهو أصدق القائلين بسم الله الرحمن الرحيم " الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقوني يا أولي الألباب ". و يروي الإمام أحمد رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " سافروا تصحوا واغزوا تستغنوا . وقال ما من خارج يخرج من بيته إلا ببابه رايتان راية بيد ملك وراية بيد شيطان فإذا خرج لما يرضي الله اتبعه الملك برايته فلم يزل تحت راية الملك حتى يعود ولو خرج لما يغضب الله اتبعه الله الشيطان برايته فلم يزل تحت راية الشيطان حتى يعود " عباد الله أيها المسلمون : أكرم الله هذه الأمة من بين سائر الأمم بحج بيت الله الحرام فسبحان من ربط القلوب بعلام الغيوب وسبحان من جعل البيت الحرام قياما للناس وأمنا فلا يزال العالم باقيا مادام البيت الحرام باقيا فسبحان من جعل القلوب تهفو إليه وتحن شوقا إليه رغم كثرة المشاق والأخطار فإلي كل من هفت نفسه إلى البيت وحنت وتمنت عليك بأمور تحول العادة إلي عبادة يحصل بها المقصود من الجهود ويتحقق بها رضا المعبود . * عليك أن تستخير الله في الوقت والدابة والرفيق والطريق فتصلي ركعتين لله . وتدعو فيهما بما ورد من الدعاء وتستخير فيهما بما تشاء . فذلك من سعادة بن آدم . يروي الإمام أحمد رحمه الله عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " من سعادة بن آدم استخارة الله ورضاه بما قضي الله ومن شقاوة بن آدم تركه استخارة الله وسخطه بما قضي الله " . * فإن هداك الله لهذا الأمر فابدأ الطريق بتوبة صادقة . وإياك أن تظن أن التوبة للعصاة فحسب فهي للجميع وأصدق دليل علي ذلك رسولنا صلي الله عليه وسلم وهو المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيما رواه الإمام مسلم رحمه الله عن الأغر المزني رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " أيها الناس توبوا إلي الله واستغفروه فإني أتوب في اليوم والليلة أكثر من مائة مرة " . فالتوبة مغفرة للذنوب وسبب للرحمة وستر للعيوب . وهي مستحبة في كل وقت لكنها هنا أشد استحبابا . * ثم اشكر الله علي أن اختارك واصطفاك من بين هذه الملايين لتكون ضيفا علي الله في أرضه وبلاده . فكم من قلوب حنت وتمنت فما استطاعت وربما اخترمتها المنية واعلم أن شكر الله علي خمسة أركان : حب الله والخضوع لله والثناء علي الله والمعرفة أن واهب النعم هو الله واستخدام النعم في طاعة الله . * واملأ عملك بالإخلاص لله فلا تكن ممن حج لدنيا يصيبها أو ألقاب يحققها أو رياء أو سمعة واسمع لربك " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة " . فلو لو كان الدافع واحدا من هذه الأمور بطل حجك وحبط عملك واسمع لربك " ولقد أوحي إليك والي الذين من قبلك لإن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين " . وهذا رب العالمين في حديثه القدسي يقول فيما روي الإمام مسلم رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه "أنا أغني الشركاء عن الشرك فمن عمل عملا أشرك فيه أحدا معي فأنا منه براء وعمله للذي أشرك ". وهذا رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول فيما رواه الإمام أحمد وحسنه الألباني عن أبي موسي الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " اتقوا الشرك الأصغر وهو الرياء فإنه أخفي من دبيب النملة السوداء علي الصخرة الصماء في الليلة الظلماء ". وقال النبي لسعد بن أبي وقاص " لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها " . و اقتفي هدي رسول الله صلي الله عليه وسلم ليكون حجك مقبول ولتسعد بشفاعته صلي الله عليه وسلم ولن يكون ذلك كذلك إلا بالتفقه في الدين " لا سيما أحكام الحج والعمرة "وأحكام السفر من قصر وجمع وتيمم ومسح علي الخفين . قال صلي الله عليه وسلم فيما يرويه الإمام البخاري رحمه الله عن معاوية رضي الله عنه قال " من يرد الله به خيرا يفقه في الدين ". فإن لم تستطع القراءة فاسأل أهل الذكر الموثوق بعلمهم " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " . * ووفر لما يطلب منك من حقوق سدادا فلو كان عليك ديون وفر لها سدادا فإن لم تستطع فليس عليك حج واسمع لربك " ولله علي الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " أو استأذن من أصحاب الديون إن علمت فيهم سماحا فإن أذنوا لك فلا بأس . وإلا فليس عليك حج لأن المدين غير مستطيع . وابحث عن النفقة الحلال يروي الإمام مسلم رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال صلي الله عليه وسلم إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله تعالي أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال :" يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون بصير "ثم ذكر الرجل أشعث أغبر يطيل السفر ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأني يستجاب لذلك " ومن ثم لو كانت النفقة حرام كان الحج باطلا وصدق من قال : إذا حججت وأصل مالك سحــــت فما حججت ولكن حجت العير فما يقبل الله إلا كل طيبة فليــس كل من حج بيت الله مــــبرور * ثم اكتب وصيتك مالك وما عليك وأشهد عليها روي بن ماجة رحمه الله عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " من مات علي وصية مات علي سبيل وسنة ومات مغفورا له " . * ثم ودع أهلك بما أوصي به رسول الله صلي الله عليه وسلم فقل لهم " أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ". وأفضل شيء يودع به الإنسان أهله أن يصلي ركعتين عندهم وهم يدعون لك ( زودك الله بالتقوى وعفر لك ويسر لك الخير ) . لما روي أن رجلا قال لرسول الله إني مسافر فقال له "زودك الله بالتقوى وغفر لك ويسر لك الخير فلما ولي قال اللهم ازو الأرض له " ثم ودع إخوانك المسلمين روي الإمام أبو داوود عن قزعة قال: قال لي ابن عمر" هلم أودعك كما ودعني رسول الله أستودع الله دينك، وأمانتك، وخواتيم عملك . * ثم اختر الرفيق قبل الطريق وكلما كان من أهل العلم والتقوى كان أفضل وحبذا لو كانت جماعة لما يروي الإمام احمد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب " . ثم ينتخبوا من بينهم أميرا روي الإمام أبو داوود عن أبي سعيد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " إذا كنتم ثلاثة فأمروا عليكم واحدا حتى لا يتآمر عليكم الشيطان ". * ثم يشرع في السفر وحبذا لوكان يوم الخميس لاستحباب النبي ذلك لما رواه البخاري عن كعب بن مالك وحبذا لو كان ليلا قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " الأرض تطوي في الدلجة " . وابدأ السفر بدعاء السفر روي الإمام أحمد رحمه الله عن علي رضي عنه بسم الله . الله أكبر الله أكبر الله أكبر . سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون . اللهم إنا نسالك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضي اللهم هون علينا سفرنا هذا واطوعنا بعده . اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في المال والأهل والولد . اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل والولد . وإذا رجع قالهن وزاد آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون ومن السنة إذا طلع جبلا كبر وإذا نزل سبح لما روي البخاري عن جابر رضي الله عنه قال الصحابة كنا إذا صعدنا جبلا كبرنا وإذا نزلنا سفحا سبحنا وقال أحد العلماء والله ما دخلت أمراض القلب ديار المسلمين إلا لما أضاعوا هذه السنة . فإذا نزلوا منزلا يجتمعوا فإن الفرقة من الشيطان ويدعو بدعاء أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق . لما روي الإمام مسلم عن خولة بنت حكيم "أعوذ بكلمات الله التامات من شرّ ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك ". وتذكر أن دعاء المسافر مستجاب فقد استأذن عمر رسول الله في السفر فأذن له وقال لا تنسنا يا أخي من دعائك وروي أبوداد وحسنه الألباني عن أبي هريرة أن النبي قال" ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن دعوة الوالد ودعوة المسافر ودعوة المظلوم" . * وتخلق في السفر بالأخلاق الحسنة فهي عنوان المسلم وشعاره قال تعالي " أشداء علي الكفار رحماء بينهم "واحفظ سمعك وبصرك وقلبك عن الحرام ( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ) وابتسم في وجه إخوانك المسلمين واسألهم عن أحوالهم واصبر علي أذاهم وتحملهم الثانية : يقول الله تعالي ( الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ) .ويروي الإمام البخاري رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه" تشير الآية والحديث إلى آداب يجب علي الحجاج أن يتحلوا بها وهي : فلا رفث : يمنع الحاج من أن يخطب أو ينكح أو ينكح أو ينظر بشهوة . فلو جامع قبل التحلل الأول فسد حجه ويتمه وهو فاسد وعليه بدنه وعليه القضاء ولو جامع بعد التحلل الأول لم يفسد حجه وعليه شاة .ولا فسوق : يمنع التعدي بالمعاصي لحرمة الزمان والمكان والجوار وقد جاء في الحديث روي مسلم عن علي " من آوي محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ولا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا " . ولا جدال :تمنع الخصومة والمنازعة والمماراة لأنها تؤدي للعداوة روي الإمام أبو داوود عن أبي امامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا "
| |
|