خطبة يوم الجمعة الموافق 11/4/2008
الحمد لله الملك الجليل خط على صفحات التوراة والإنجيل بأقلام الوحى والتنزيل صفات
رسولنا محمد لتكون حجة على أعداء الله اليهود والنصارى فى كل زمان ومكان
أحمد الله وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وأستهديه وأستعينه وأستنصره وأسأله عز وجل
فى الدنيا والآخرة الأمن والأمان
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله زينه بالخلق
العظيم وجمله فهو النبى الأمى أنزل عليه رسالة الإسلام خاتمة الأديان
اللهم صل وسلم وبارك على رسولك محمد خير عبادك وعلى آله وصحبه ؛وكل مسلم سار
على دربه ففاز بقربه فى مقام أمين
أما بعد ؛ فأوصيكم وإياى عباد الله بتقوى الله - فالتقوى نسب العبد الى مولاه وهى مخرج
من الضيق إلى السعة وسعة فى الرزق ؛ مصداقا لقوله عز وجل ( ومن يتق الله يجعل له
مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) ومصداقا لقول القائل :
تزود من التقوى فإنك لا تدرى _______ إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من سليم مات من غير علة ______ وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
يقول الحق سبحانه وتعالى وهو أصدق القائلين يعلى شأن رسوله الكريم محمدا صلى الله
عليه وسلم ( إذ قال عيسى بن مريم يابنى إسرائل إنى رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدى
من التوراة ومبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر
مبين )
عباد الله أيها المسلمون : أن مما لا شك فيه ولا ارتياب ؛ أن الله عز وجل أنزل فيما أنزل من
الكتب السابقة على الرسل صفات رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فكان الرسول محمد
معروفا بهذه الصفات عند الأقدمين _ وقد أخذ عليهم الميثاق بتقرير الله عز وجل :
( وأذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم
لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصرى قالوا أقررنا قال اشهدوا وأنا
معكم من الشاهدين ) ويصدق فى ذلك ما رواه الإمام ابن ماجه رحمه الله عن شداد بن أوس
رضى الله عنه قال : سأل رجل من بنى عامر رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بدو أمرك
يا رسول الله ؟ قال صلى الله عليه وسلم : بدو أمرى ( حقيقة أمرى ) أنى دعوة أبى إبراهيم
عليه الصلاة والسلام ؛ يعنى قول الله عز وجل ( ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك
ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم ) ؛ وبشرى أخى عيسى بن مريم عليهما
السلام ؛ يعنى قوله عز وجل ( يا بنى إسرائيل إنى رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدى من التوراة
ومبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد )
فمحمد هذا هو أحمد عليه الصلاة والسلام الذى بشر به عيسى عليه السلام ؛ ما فى ذلك شك ؛
وأهل الكتاب يعرفون ذلك طما يعرفون آباءهم وأبناءهم ؛ وأنما حب اارئاسة والزعامة والبغى
والحقد والحسد منعهم أن يؤمنوا به
للأسف والأسف الشديد قابل الكثير من أهل الكتاب رسولنا محمدا ؛ هذه النعمة العظيمة وهذه
الرحمة الكريمة ؛ قابلوها حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق ؛ بئسما اشتروا به
أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب
على غضب وللكافرين عذاب مهين )
وهذا هو موقف اليهود يرويه لنا الإمام محمد بن إسحاق رحمه الله عن عبد الرحمن بن عوف رضى
الله عنه قال : حدثنى محمود بن لبيد رضى الله عنه قال : كان بين أبياتنا يهودى فخرج على نادى قومه
بنى الأشهل ( يعنى مكان اجتماعهم ) ذات غداة ؛ فذكر البعث والنشور والحشر والثواب والعقاب
والجنة والنار ؛ فقال قوم الرجل للرجل : ويحك يا فلان ! أهذا كائن ؟ يبعث الناس بعد موتهم إلى دار
فيها جنة ونار يجزون بأعمالهم ؟ _ قال : نعم ؛ والذى يحلف به ( يعنى الله عز وجل ) لوددت أن
أحظى من تلك النار التى ذكرت لكم أن توقدوا أعظم تنور ( فرن نار ) فى داركم تفحمونه ( تحمونه )
ثم تقذفوننى جهدكم تطبقون على وأنجو من تلك النار غدا ؛ فقالوا وما علامة ذلك ؟ قال : علامة
ذلك : نبى يبعث فى هذه الأيام فى ناحية هذه البلاد وأشار بيده إلى مكة واليمن ؛ قالوا : فمتى نراه ؟
فالتفت فرآنى وأنا مضطجع وكنت أحدث القوم سنا ؛ فقال إن يستفد هذا الغلام يدركه
قال محمود بن لبيد رضى الله عنه : فما ذهب زمن طويل حتى بعث الله عز وجل رسوله محمدا
صلى الله عليه وسلم وكان ذلك اليهودى حيا بين أظهرنا ؛ فآمنا برسول الله واتبعنا النور الذى
أنزل معه _ فنرجوا أن نكون به من المفلحين الفائزين _ وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر
الناس لا يعلمون ؛ ولقد كفر ذلك اليهودى
هذا واستغفر الله لى ولكم و بإذن الله عز وجل فى مقالة أخرى نبين موقف النصارى
وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب