بسم الله الرحمن الرحيم
هذه حكاية يحكيها الإمام الشافعى عن نفسه
يتبين لنا فيها شدة ذكائه : وكيف لا ؟ وهو الورع التقى العالم
أليس هو القائل
شكوت إلى وكيع سوء حفظى ......فأرشدنى إلى ترك المعاصى
وأخبرنى بأن العلم نور .............ونور الله لا يهدى لعاصى
ولقد تعمدت أن أبدأ أول مشاركة لى فى هذا المنتدى بتبيان فضل العلم والعلماء
مشيدا بقول القائل
العلم صيد والكتابة قيده .....................قيد صيودك بالحبال الواثقة
فمن الحماقة أن تصيدغزالة ................وتعيدها بين الخلائق طالقة
وهذه هى حكاية الإمام الشافعى
يقول الإمام الشافعى رحمه الله :سمعت عن الإمام مالك ( رحمه الله )إمام دار الهجرة؛ وما هو عليه من إتقان
علم السنة ؛ فسافرت إليه ؛ وكان له مجلس بعد صلاة العصر من كل يوم فى الحجرة النبوية قريبا من قبر رسول
الله صلى الله عليه وسلم يذكر فيه جملة من أحاديث رسول الله عليه الصلاة والسلام بسند لا يكاد يتركه إلى سند
اخر : يقول حدثنى نافع عن ابن عمر رضى الله عنهم عن صاحب هذا القبر ( مشيرا بيده إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ثم يسرد الحديث ؛ فإذا فرغ أخذ يسأل أهل الحلقة العلمية ؛ يختبر حفظهم؛
يقول الإمام الشافعى رحمه الله : فصليت العصر مع الإمام مالك ( رحمه الله ) فلما تحلق الناس حوله كنت
واحدا منهم ؛ وكنت أصغرهم سنا ؛ فنشر مالك أحاديثه واحدا واحدا فى تؤدة واطمئنان حتى إذا انتهى إلى اخرها
أخذ يسأل رجلا بجانبى فكنت أهمس إليه بالإجابة فيجيب على سؤال الإمام لا يختلف عليه فى كلمة . فلما رأى
مالك ذلك تعجب ؛ثم قال للرجل : ما عهدتك هكذا ؟ فمن أين لك هذا الفهم فى هذا اليوم ؟ أصدقنى يا رجل ...
فقال الرجل : إن غلاما هنا يملى على الجواب : وأشار بيده على ...فقال الإمام : أنت يا غلام تملى عليه ؟
قلت نعم ؛ قال ولكننى كنت أنظر إليك فأجدك تعبث بريقك على كفك . قلت نعم : كنت أحرص على أن أسجل
ما تقول بالريق كتابة على كفى ؛ حيث لا أجد قلما ولا ورقا
ثم سألنى مالك رحمه الله عن بقية الأحاديث ؛ فأخذت أسردها واحدا واحدا ؛ فتعجب ثم قال
إن صدقنى حذرى فأنت الشافعى قلت نعم أنا هو ؛؛فقام إلى الإمام مالك فاعتنقنى طويلا وقبلنى كثيرا ؛ وقال
ما جاء بك ؟ قلت أتيت إليك أراجع الموطأ قال لى وهل حفظته ؟ قلت نعم : فاختبرنى فى أبواب منه ثم دعا
لى بخير
رحم الله الإمام الشافعى والإمام مالك