أبو الزهراء المدير العام
عدد الرسائل : 560 العمر : 58 تاريخ التسجيل : 29/01/2007
| موضوع: بشريات بين يدي الميلاد الثلاثاء مارس 18, 2008 2:21 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم بشريات بين يدي الميلاد جامع المصطفي : المنصورة : يوم الجمعة:15/2/2008م الحمد لله رب العالمين .سبحانه سبحانه جعل شهر ربيع الأول مطلع تحول العالم من ظلام الجهل إلي نور العلم . ومن دنس الشرك إلي طهر الإيمان . أحمد الله وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وأستعين به وأستنصره وأسأله الوقاية والحماية من جميع الآفات وأتوكل في جميع الأمور عليه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله شرفه وفضله وزينه وجمله فكان أقرب المقربين إليه . اللهم صل وسلم وبارك علي رسول الله محمد خير عبادك وعلي آله وصحبه وكل مسلم آمن بآيات ربه ففاز بقربه وتمتع بحبه وصار علي دربه ونهجه إلى يوم الدين أما بعد . فأوصيكم وإياي عباد الله بتقوى الله وأحذركم ونفسي من عصيان الله ثم أستفتح بالذي هو خير يقول الله رب العالمين وهو أصدق القائلين " لقد من الله علي المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين "...عباد الله أيها المسلمون :ــهذه آية من كتاب الله رب العالمين تفيد أن مولد رسول الله صلي الله عليه وسلم كان منة من الله علي عباده . إذ به تحول الناس من ضلال وسعر إلي جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر . من ضلال مبين إلي مقام أمين . وحقا لقد كان الناس في ضلال مبين :ـ* ففي مقام العبادة والعقيدة : كان بعضهم يعبد الأصنام "أ َفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى . وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى . تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى ". وبعضهم يعبد الليل والنهار وبعضهم يعبد الشمس والقمر والنجوم والنار " وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ " . ولقد أنكر الله عليهم ذلك كله فقال :" إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى" . نعم جاءهم من ربهم الهدي . جاء الرسول صلي الله عليه وسلم فدعاهم إلى عبادة الله وحده وترك كل ما يعبد من دون الله فلا نفع منهم ولا فائدة "وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرّاً وَلَا نَفْعاً وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُوراً " .* وفي مقام النذور والمأكولات : كانوا يقدمون النذور والقرابين لآلهتهم وكانوا يأكلون النجس والميتة إلى أن جاء الرسول صلي الله عليه وسلم من عند الله بالهدي "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ و َالْمُنْخَنِقَةُ وَ الْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَ النَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " .* وفي مقام الصراع الطبقي : نجد الغني يتعاظم علي الفقير . والأبيض يتجبر ويتكبر علي الأسود حتي جاء الرسول بقول الله " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " . وعبر عن ذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال " يا أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب ". لذلك فالناس سواسية كأسنان المشط فلا فرق بين غني وفقير ومأمور وأمير وذكر وأنثي وأسود وأبيض إلا با لتقوي والعمل الصالح . والناس يتاميزون في هذه الأيام بالمادة الخام و الصانع وهذا معيار يحتكم إلي المادية ولكن قضي الإسلام عليه فالناس كلهم من مادة واحدة هي التراب وخالقهم واحد وهو الله ففيم التفاضل إذا ؟* وفي مقام اللهو واللعب : كانوا يشربون الخمور ويلعبون الميسر ويتقاسمون الحقوق بالأزلام حتي جاء الرسول عليه الصلاة والسلام بقول الملك العلام " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ " .* وفي مقام الإنجاب : كانوا يفضلون الذكور علي الإناث وكانوا يكرهون البنات ومن كراهيتهم للبنات جعلوها لله " وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُم مَّا يَشْتَهُونَ " فنعي عليهم ربنا" أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى . تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى " . كما جعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا " َجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ " . وكان الرجل إذا بشر بالأنثى وضع نفسه بين أمرين إما وأدها حية أو يعيش ذليلا وصدق الله " َإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ . يتواري مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ " . ولقد نعي الله عليهم فقال " وإذا المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت ". ولذلك كان لأمير المؤمنين عمر واقعتين في الجاهلية إذا ذكر أحدهما ضحك وإذا ذكر الثانية بكي ولما سئل عنهما قال أما التي إذا ذكرتها ضحكت كان لي في الجاهلية إله من العجوة كنت أعبده وإذا جعت أكلته . وأما الثانية ولد لي بنت في الجاهلية فذهبت لدفنها وهي حية فحفرت لها حفرة في الأرض وبينما أحفر تغبرت لحيتي من التراب وأنا أدفنها جعلت تزيل التراب من لحيتي . ومازال هذا الفكر الجاهلي نحو البنات يعشش بين ظهرانينا فبعض الجهلاء يحب الذكر ويكره الأنثى لدرجة أن البعض يطلق لأن الزوجة لا تنجب إلا إناثا ومن جميل ما يروي ( أن أبا حمزة كانت زوجته لا تنجب إلا إناثا فكان ينتظر الولد وكلما ولدت قالوا بنت . فطلق زوجته ثم تزوج بأخري في البيت المجاور فكانت الزوجة الأولي تراقبه من فوق الدار وتنتظر أن يعود إليها . لكنه يمشي ولا يدخل ويدخل البيت الثاني فأنشدت :ما لأبي حمزة لا يأتينا ويأتي البيت الذي يلينا غضبان ألا ننجب البنينا والله ما هذا بعيب فينا فإننا كالأرض لذارعينا ننبت ما قد يبذر فينا وقد أثبت العلم الحديث صدق كلام هذه المرأة فماء الرجل يحمل جينات ذكورة y وجينات أنوثة x لكن ماء المرأة يحمل الأنوثة فقط xx فلو تحرك الجين y من الرجل والتقي بالجين x من المرأة أنجبت ذكرا ولو تحرك الجين x من الرجل من الجين x من المرأة فإنها تنجب أنثى فالفيصل هو ماء الرجل . والذي يحرك هذا أو هذا هو الله ذو الحكمة البالغة والقدرة المقتدرة واسمع لربك " لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لم يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير ".* وفي مقام النساء ومنزلتهن : كانت الزوجة إذا أرادت فك العصمة من الزوج يطلب منها فدية وغرامة تدفعها له حتي يطلقها وهذا ما يسمي بالإعضال حتي جاء الرسول فحرم ذلك بقول الله تعالي " و َإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ " .بل إنهم كانوا يتوارثون النساء مثل المتاع فكان الأب إذا مات وترك مجموعة زوجات يتوارث الأولاد فيهن كل واحد يخذ واحدة حتي جاء النبي صلي الله عليه وسلم بقوله تعالي " َلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاء سَبِيلاً ". وبعدما كانت متاعا تورث أصبحت ترث وتشارك الرجل في الميراث " ِللرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَ قْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً " . وفي مقام الأنكحة كان في الجاهلية أنكحة فاسدة مثل نكاح السر وهو ما يسمي نكاح الخدن أو العشيقة وقد حرمه الله بقوله " ولا متخذات أخدان " وألزم الرسول بإعلان النكاح فقال " أعلنوا هذا النكاح "وكان نكاح البدل يقول الرجل للرجل إنزل عن زوجتك وأنزل لك عن زوجتي وغيرها كنكاح الشغار" الزوج بلا مهر" ونكاح البضع" إذا طهرت المرأة من الحيض قال زوجها اذهبي لفلان استبضعي منه " فجاء الاسلام فحرم كل هذا السفاح وأباح النكاح علي كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم ....حقا لقد كان الناس في ضلال مبين فأرسل الله رسوله صلي الله عليه وسلم بالهدي ودين الحق " هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ " وفي الحديث القدسي أوحي الله إلي أشعياء النبي فقال " إني مبتعث نبيا أمينا أفتح به آذانا صما وأعينا عميا وقلوبا غلفا مولده مكة ومهاجره طيبة وملكه الشام عبدي المتوكل المصطفي المرفوع الحبيب المتحبب المختار لا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح ويغفر يبكي للبهيمة المثقلة ويبكي لليتيم في حجر الأرملة ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ولا قوال با لخنا أسدده بكل جميل واهب له كل خلق كريم وأجعل السكينة لباسه والبر شعاره والتقوى ضميره والحكمة معقوله والصدق والوفاء طبيعته الحق شريعته والإسلام ملته وأحمد اسمه أهدي به بعد الضلالة وأعلم بعد الجهالة وأرفع به الجمالة وأسمي به النكرة وأكثر به بعد القلة وأغني به بعد العلية وأجعل أمته خير أمة أخرجت للناس أمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر . يطهرون لي الوجوه والأطراف ويشدون الثياب إلى الأنصاف رهبانا بالليل ليوثا بالنهار " . أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم . الثانية :ـ يقول الله تعالي " لقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ " هذه آية من كتاب رب العالمين تفيد بأن رسول الله صلي الله عليه وسلم نور جاء من عند الله ومعه الكتاب المبين الواضح فمن عمل بمقتضاه واتبع رضوانه هدي بأمر الله سبل السلام . وخرج من الظلمات إلى النور وهدي ألي صراط مستقيم . وصدق كعب بن زهير لما قال :إن الرسول لنور يستضاء به مهند من سيوف الله مسلول والرسول نور وجاء من عند الله بالنور وهو القرآن " وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ . صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ " .. | |
|
أم عبد الرحمن مشرفة منتدي البراعم التربوي
عدد الرسائل : 29 تاريخ التسجيل : 27/02/2007
| موضوع: رد: بشريات بين يدي الميلاد الخميس مارس 27, 2008 9:21 am | |
| الحمد لله علي نعمة الاسلام وكفي بها نعمة . فعلا بمجيئه انتقل الناس من ظلام الجهل الي نور العلم . ومن وهم الشرك الي نور الإيمان . | |
|