أبو الزهراء المدير العام
عدد الرسائل : 560 العمر : 58 تاريخ التسجيل : 29/01/2007
| موضوع: يوم عاشوراء في الاسلام الخميس يناير 17, 2008 11:24 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم عاشوراء بين الجاهلية والإسلام جامع المصطفي في 18/1/2008 م
الحمد لله علام الغيوب واهب العطايا ستار العيوب غافر الخطايا مفرج الكروب كاشف البلايا مستحق جميع المحامد . أحمد الله وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وأستعين به وأستنصره وأسأله النجاة من النار والفوز بالجنات . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله شرفه وفضله وزينه وجمله ومازه علي غيره بالآيات البينات والحجج الواضحات . اللهم صل وسلم وبارك علي رسول الله محمد خير عبادك وعلي آله وصحبه وكل مسلم آمن بآيات ربه ففاز بقربه وتمتع بحبه وسلك طريقه إلى يوم الميقات . أما بعد : فأوصيكم وإياي عباد الله بتقوى الله وأحذركم ونفسي من عصيان الله ثم أستفتح بالذي هو خير يروي الإمام مسلم رحمه الله عن أبي قتادة رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلي الله عليه وسلم عن صوم يوم عاشوراء ؟ فقال : صوم يوم عاشوراء يكفر السنة الماضية " . عباد الله أيها المسلمون : شهر المحرم أحد شهور السنة الهجرية . أحد الأشهر المحرمة المعظمة التي قال الله عنها " إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم " . وفي هذا الشهر الكريم المعظم شهر الله المحرم تحركت للهجرة عزيمة رسول الله صلي الله عليه وسلم ليستبدل بمكة بقعة الاضطهاد والتعذيب مدينة يثرب مأوي الإسعاد والتطريب . وقد حث رسول الله صلي الله عليه وسلم علي الصوم في شهر الله المحرم فقد روي الإمام مسلم رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " أفضل الصوم بعد رمضان صوم شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل ". وروي الإمام الطبراني رحمه الله عن بن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : من صام يوما من المحرم فله بكل يوم ثلاثون يوم ". وروي الإمام الترمذي رحمه الله عن علي رضي الله عنه قال :كنت قاعدا عند رسول الله صلي الله عليه وسلم فسأله رجل يا رسول الله أي شهر تأمرني أن أصوم بعد رمضان ؟ فقال إن كنت صائما شهرا بعد رمضان فصم المحرم ففيه يوم تاب الله فيه علي قوم وفيه يتوب علي قوم آخرين " ويرجح العلماء أن يكون هذا اليوم هو يوم عاشوراء الذي دعي النبي أمته لصيامه . ففي يوم عاشوراء تلقي آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم قال هو وزوجه " ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكو نن من الخاسرين "ويصح في ذلك ما روي الإمام الطبراني رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : حج آدم بيت الله ثم طاف بالبيت سبعة أشواط ثم قال : اللهم إنك تعلم سري وعلانيتي فاقبل معذرتي وتعلم حاجتي فأعطني سؤلي وتعلم ذنوبي فاغفر لي ذنوبي كلها فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت . اللهم إني أسألك إيمانا يباشر قلبي ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لا يصيبني إلا ما كتبت لي ورضني بما قسمت لي يا ذا الجلال والإكرام . فتقبل الله منه توبته وغفر له " . وفي يوم عاشوراء وصلت إلى شاطئ النجاة سفينة نوح عليه السلام بعدم مخرت عباب الطوفان ستة أشهر بدأت بشهر الله رجب وانتهت بشهر الله المحرم في ذلك اليوم الكريم المعظم . ظل نوح يدعو قومه" رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا فلم يذد هم دعائي إلا فرارا وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا ثم إني دعوتهم جهارا ثم إني أعلنت لهم وأصررت لهم إصرارا " . والنتيجة " فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فما آمن معه إلا قليل ". فدعي عليهم " رب لا تذر علي الأرض من الكافرين ديارا إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا" فأوحي الله إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادي نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الماء فكان من المغرقين " ثم صدر الأمر من السماوات العليا "يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء اقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت علي الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين " . لذلك روي الإمام أحمد صامه نوح شكرا لله . وفي يوم عاشوراء نجي الله الخليل إبراهيم عليه السلام من النار . لما دحضت حجتهم وبان عجزهم قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين . فجمعوا له الحطب أضرموا له النيران وربطوه بالقيود ثم وضعوه في النار فلما كان كذلك قال كما روي البخاري " حسبي الله ونعم الوكيل " فما أتم هذه الكلمة قولا حتى صدر النداء من العلي الأعلى " يا نار كوني بردا وسلاما علي إبراهيم وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين "أرادوا أن ينتصروا فخذلوا وان يرتفعوا فاتضعوا وأن يغلبوا فغلبوا وكانت كل الدواب تطفئ عن إبراهيم النار إلا الوزغ جعل ينفخ النار عليه لهذا أمر الرسول بقتلها فقد روي الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله " اقتلوا الوزغ فإنه كان ينفث النار علي إبراهيم عليه السلام " . وفي يوم عاشوراء نجي الله نبيه موسى عليه السلام وقومه وأغرق فرعون وجنده . لما اشتد عذاب فرعون وجنده بموسى وقومه دعي عليهم " ربنا اطمس علي أموالهم واشدد علي قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يرو العذاب الأليم فرد عليه ربنا قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون " ثم أمره أن يسري بعباده طريقا في البحر يبسا . فلما ترائي الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون فقال موسى كلا إن معي ربي سيهدين فأوحي الله له أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم فأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا الآخرين . فلما أدرك فرعون الغرق قال آمنت أنه لا اله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين فرد عليه رب العالمين آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون . وفي يوم عاشوراء استشهد الإمام الحسين بن علي بن أبى طالب بن فاطمة الزهراء بنت النبي صلي الله عليه وسلم في البداية بعد أن قتل عبد الرحمن بن ملجم علي بن طالب رضي الله عنه تنازل الحسن رضي الله عنه عن الخلافة لمعاوية في عام 40 هـ حقنا للدماء وتوحيدا للصف وسمي عام الجماعة وظل الحسين والحسن رضي الله عنهما يترددان علي معاوية ويكرم ضيافتهما ثم مات الحسن وظل الحسين يتردد علي معاوية فيكرمه . ثم بدأ معاوية يأخذ البيعة لولده يزيد في حياته فأثار هذا غضب الناس لا سيما في الناس من هو أولي منه فيوجد الحسين وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير لكنه فضل ابنه يزيد وبدأ يأخذ البيعة بالترغيب تارة وبالترهيب تارة أخري .فاجتمع أهل الكوفة في بيت زعيمهم سليمان بن صرد أرسلوا للحسين عدة رسائل يستغيثون من ظلم بني أمية فأرسل الحسين مسلم عقيل بن أبى طالب لاستطلاع الرأي فاستقبله أهل الكوفة بالحفاوة والترحاب وبايعه18000 يريدون الحسين . علم يزيد بذلك فعزل سليمان بن صرد ولي عبيد الله بن زياد مكانه واتبع الرجل سياسة الشدة مع الناس فانفضت الناس من حول مسلم بن عقيل فقبض عبيد الله بن زياد علي مسلم ورمي به من أعلي قصر الإمارة ثم صلبه . خرج الحسين في ثامن المحرم وعلم بما حدث فقرر العودة لكن أهل مسلم صمموا علي المسير للأخذ بثأر مسلم فطاوعهم الحسين وهناك تنكر له القوم فقدم الحسين لعبيد الله بن زياد ثلاثة حلول : إما أن يرجع إلى من حيث أتى وإما أن يذهب إلى يزيد ويبايعه وإما إن يذهب لثغر من الثغور فيحارب فيه فعرض عبيد الله بن زياد الأمر علي يزيد فرفض إلا أن يأتي الحسين أسيرا فرفض الحسين فصارت حربا شعواء بين الحسين ومن معه وبين جيشا قوامه بالآلاف قائده عمرو بن سعد بن أبى وقاص سقط فيها خمسون من آل بين النبي عطشي والماء بين أيديهم لا يجدون إليه سبيلا فلما كان اليوم العاشر خرج إليهم الحسين بنفسه ففرق جمعهم وشتت شملهم وورد الماء ليشرب فأصابه سهم أصاب فاه فوقع علي الأرض جريحا فاعتلي صدره شمر بن ذي الجو شن فقال له اسقني فقال له ما جئت لأسقيك إنما جئت لأجرعك الموت غصة غصة ثم طعنه بالرمح وحز رقبته بالسيف وحمل الرأس الشريف إلى بن زياد وهو يقول مفتخرا : املأ ركابي فضة وذهبا إني قتلت السيد المحجـــــبا قتلت أذكي الناس أما وأبا وخيرهم إذ ينتمون نسبا قال له ولما كنت تعلم انه خير الناس وبن خير الناس لما قتلته والله لا نلت مني خيرا ثم قطع رقبته بالسيف وكان هذا أول انتقام للإمام الحسين وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون . ثم حمل الرأس الشريف إلى دمشق الشام حيث وضع في طست من ذهب بين يدي يزيد بن معاوية فجعل يضرب ثناياه بقضيب في يده وهو يقول متشمتا: صبرنا وكان الصبر منا عزيمة وأسيافنا يقطعن كفا ومعصما نفلق هاما من رجال أعـــــــــــــزة علينا وان كانوا أعق وأظلما فقام إليه بعض الحاضرين وقال له يا يزيد ارفع قضيبك عن هذه الثنايا فلطالما رأيت رسول الله يقبله فتكلم يزيد بكلام سيئ ثم أمر بالرأس فصلب فغضب بعض الحاضرين وأنشد قائلا : جاءوا برأسك يا بن بنت محمد مزملا بدمائه تزميــــــــلا قتلوك عطشانا ولم يترقبوا في أهلك القرآن والتنزيـــــلا ويكبرون بأن قتلت وإنما قتلوا بك التكبير والتهليـــــــــلا ظلموك ظلما ما رأيت ولن أرى أبدا له في العالمين مثيلا روى الإمام الترمذى رحمه الله عن عمارة بن عمر قال : لما قتل عبيد الله بن زياد وأصحابه وألقيت رءوسهم في رحبة المسجد صار كل من دخل المسجد يقول خاب ابن زياد وأصحابه وخسروا دنياهم وآخرتهم فبينما الناس كذلك إذ جاءت حية عظيمة سوداء فدخلت في منخري عبيد الله بن زياد فمكثت ثم خرجت وغابت ثم جاءت فدخلت منخريه فعلت ذلك ثلاث مرات ؛ قال العلماء وهذا من العذاب الظاهر فضلا عن العذاب الباطن ( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون ) من أجل هذا كله استحب صوم عاشوراء روي البخاري عن بن عباس " ما رأيت الرسول يتحري يوما فضله علي غيره إلا هذا يعني عاشوراء ولا شهرا فضله علي غيره إلا هذا يعني رمضان " . الثانية : عاشوراء يوم معظم في الجاهلية والإسلام . قال الإمام القرطبي عن عائشة كان أهل الجاهلية يصومون عاشوراء وكان الرسول يصومه قبل الهجرة روي ألد ارمي لما قدم الرسول المدينة وجد اليهود يصومون عاشوراء فسأل عن ذلك قالوا هذا يوم نجي الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وجنده فنحن نصومه شكرا لله فقال الرسول نحن أولي بموسى منكم ثم صامه وأمر الناس بصيامه . والسنة في صومه أن يصام يوم قبله ويوم بعده فقد روي الإمام أحمد رحمه الله عن رسول الله " خالفوا اليهود صوموا يوما قبله ويوما بعده " وقال" لأن بقيت ألي قابل لأصومن التاسع والعاشر" . ويستحب صومه في السفر قال بن عباس صوموا عاشوراء في السفر فإن رمضان له عده وعاشوراء ليس له عده فإنه يفوت ولا يكره صومه منفردا ذكر ذلك شيخ الإسلام وبن حجر رضي الله عنهما .والحكمة في صوم الثلاث هو مخالفة اليود كما قال النووي لما روي بن عباس ولوصل عاشوراء بصوم كما ذكر الخطابي وللاحتياط في خطأ الهلال كما ذكر بن تيمية .
| |
|