أبو الزهراء المدير العام
عدد الرسائل : 560 العمر : 58 تاريخ التسجيل : 29/01/2007
| موضوع: تحويل القبلة من المسجد الأقصي للكعبة الأربعاء أغسطس 22, 2007 1:44 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
تحويل القبلة جامع المصطفي : المنصورة 24/8/2007 الحمد لله رب الأرض والسماء تفرد بالعظمة والكبرياء . سبحانه سبحانه بيد الأمر يحكم ما يريد ويفعل ما يشاء . أحمد الله وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وأستعين به وأستنصره وأساله اللطف فيما جري به القضاء . وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله شرفه وفضله وزينه وجمله واصطفاه واجتباه ووفقه وهداه فكان صفوة البرايا الأوفياء . اللهم صل وسلم وبارك علي رسول الله محمد خير عبادك وعلي آله وصحبه وكل مسلم آمن بآيات ربه ففاز بقربه وتمتع بحبه وسار علي دربه إلي يوم الدين . أما بعد : فأوصيكم وإياي عباد الله بتقوى الله فهي وصية الله للأولين والآخرين " ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله غنيا حميدا " وأحذركم ونفسي من عصيان الله ثم أستفتح بالذي هو خير . يقول الله تبارك وتعالي وهو أصدق القائلين " سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلي صراط مستقيم وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا علي الذين هدي الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم ". عباد الله أيها المسلمون : ـ إن الله تعالي جلت قدرته وتقدست حكمته وتعالت عن الأغراض والأهواء مشيئته وإرادته شاء أن تكون القبلة الأولي إلي بيت المقدس . فكان الرسول صلي الله عليه وسلم يصلي عند الكعبة بين الركنين ويكون وجهه نحو الصخرة في بيت المقدس كما جاء عن والجمهور وابن عباس . ولما هاجر إلي المدينة تعذر الجمع فأراد أن يكون وجهه إلي بيت المقدس ففرح اليهود بهذا وقالوا رجع إلي قبلتنا يوشك أن يرجع إلي ديننا لأنه الحق واستمر الأمر علي ذلك 16 أو17 شهرا وكان الرسول في هذه المدة يحب قبلة إبراهيم ويقول لجبريل وددت لو أن الله يصرف وجهي عن قبلة اليهود فيقول له إنما أنا عبد مثلك فادع ربك . فكان يدعو ربه ويقلب وجهه في السماء راجيا ربه قبلة يرضاها واسمع لربك " قد نري تقلب وجهك في السماء " واستجاب الله لرسوله وأمره أن يتوجه نحو المسجد الحرام " فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام " فوجه الرسول وجهه نحو ميزاب الكعبة يؤم به جبريل عليه السلام . فعن البراء بن عازب رضي الله عنه أن أول صلاة صلاها رسول الله هي صلاة العصر وصلي معه جماعة فكان رجل ممن صلي معهم أتي جماعة المسجد فقال أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله نحو الكعبة فاستداروا وهم يصلون . وقال بعض المفسرين إن الرسول أمر بالتحويل وهو يصلي الظهر بعد ركعتين وكان في مسجد بني سلمة فاستداروا وهم يصلون فسمي مسجد القبلتين أما أهل قباء فلم يصلهم الخبر إلا في صلاة الفجر من اليوم التالي كما جاء في الصحيحين عن بن عمر رضي الله أنهم كانوا في صلاة الفجر فجاءهم آت أن الرسول قد أمر أن يتوجه إلي المسجد الحرام فاستداروا طائعين . ولكن ما حكم من مات علي القبلة الأولي ؟ من صلي علي القبلة الأولي ومات عليها مات موحدا لم يضع الله إيمانه واسمع لربك " وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤف رحيم " وهذا الحكم من الله قمة الرحمة ولم لا ؟ فهو الرؤف الرحيم ، وهو الذي قال ورحمتي وسعت كل شيء . ويصح في ذلك ما روي الشيخان الجليلان البخاري ومسلم رحمهما الله أن رسول الله صلي الله عليه وسلم رأي امرأة من السبي فرق بينها وبين ولدها فكانت كلما رأت ولدا ضمته لصدرها وفجأة رأت ولدها فضمته لصدرها وألقمته ثديها فقال الرسول أترون هذه طارحة ولدها في النار قالوا لا فقال لله أرحم بعبده من هذه الأم علي ولدها " . وكان تحويل القبلة محنة لمختلف الطوائف من الناس . أما المسلمون : فقالوا سمعنا وأطعنا آمنا به إنه الحق من ربنا . وأما المشركون : فقالوا كما رجع لقبلتنا يوشك أن يرجع لديننا لأنه الحق وأما اليهود : فقالوا خالف قبلة الأنبياء قبله فلو كان نبيا لصلي لقبلة الأنبياء . وأما المنافقون : فقالوا لا يدري محمد أين يتوجه وهو يخبط عشواء وقد عبر القرآن عن هذا الخلاف فقال " سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ثم رد عليهم مخرسا إياهم قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلي صراط مستقيم ". وحاول الرسول إقناعهم بالآيات البينات والحجج الدامغات لكن اليهود هم اليهود ( ولن ترضي عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) وقال الله له" ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين ". ثم إن هؤلاء اليهود يعرفون تمام المعرفة أن ما جاء به محمد هو الحق يعرفون ذلك كما يعرفون أبناءهم ورغم ذلك يكتمون الحق وهم يعلمون . يروي أن عمر بن الخطاب قال لعبد الله بن سلام أتعرف الرسول كما تعرف ولدك قال نعم وأكثر مما أعرف ولدي . وأعرف أن أمين السماء نزل علي أمين الأرض بنعته لكن ولدي لا أعرف مدي نسبه لأبيه وقد أكد القرآن هذه الحقيقة ( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون الحق من ربك فلا تكن من الممترين ) ثم علم الله رسوله الدرس جيدا وأن هذه الطوائف لكل وجهة هو موليها ولكل شرعة ومنهاجا وما علي الرسول والمسلمين إلا أن يستبقوا الخيرات وأن إلي الله المرجع والمصير وسيحاسبهم علي ما كانوا يعملون ( ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله علي كل شيء قدير ) . ولتحويل القبلة حكم يريدها الله الحكيم :* فالله جعلها امتحانا للناس ليعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب علي عقبيه ( وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب علي عقبيه )فأما الذين آمنوا فازدادوا إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فازدادوا مرضا ووبالا وصدق الله ( وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلي رجسهم وماتوا وهم كافرون )واسمع لربك ( وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب علي عقبيه ) . * جاء التحويل إلي قبلة إبراهيم وهذه الأمة خير الأمم جعلها الله أمة وسطا لتكون شهداء علي الناس . ووسطا هنا لها معنيان الوسط بمعني الأفضل والأخير وصدق الله" هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا " ويقول الرسول صلي الله عليه وسلم " أنا وأمتي يوم القيامة علي كوم مشرفين علي الخلائق يوم القيامة ما من الناس من أحد إلا يتمني أنه منا ". والوسط بمعني العدل ليكونوا شهداء علي الناس فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله قال " يدعي نوح يوم القيامة فيقال له هل بلغت فيقول نعم فيدعي قومه وهل بلغكم نوح فيقولون ما أتانا من نذير فيقال لنوح من يشهد لك فيقول محمد وأمته ". * واليهود يعرفون صفة هذه الأمة وأن من صفتهم أنهم يتوجهون إلي الكعبة فإذا استمر المسلمون إلي بيت المقدس فربما احتجوا علي المسلمين فجاء التحويل لذلك ( لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم ) . * وجاء التحويل تماما للنعمة فالنبي عربي والكتاب عربي وظهر في العرب وهم يحبون الكعبة فتحويل الكعبة من تمام النعمة وصدق الله ( ولأتم نعمتي عليكم ) وبالتحويل تتحقق الهداية التي ضلوا عنها ( ولعلكم تهتدون ) فعن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلي الله عليه وسلم " إن اليهود يحسدوننا علي ثلاث يوم الجمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنها القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها قولنا خلف الإمام آمين ) . ويقول الله تعالي (( فول وجهك شطر المسجد الحرام )) أي وجه وجهك وأنت تصلي تجاه المسجد الحرام وهذا شرط من شروط صحة الصلاة ولا يترك إلا في حالة صلاة الخوف وصلاة النافلة علي ظهر الدابة . وتكرر هذا الأمر ثلاث مرات وفي هذا قولان : الأول : أن هذا للتأكيد لأن هذا أول أمور النسخ فكان التكرار للتأكيد . الثاني :أن التكرار ليس للتوكيد ولكن الأول : لمن يصلي في المسجد ويري الكعبة فيقول الله له فول وجهك شطر المسجد الحرام . والثاني : لمن يصلي في مكة ويري المسجد فقبلته هي المسجد فيقول الله له فول وجهك شطر المسجد الحرام . والثالث : لمن يصلي في أي مكان في الأرض فتكون قبلته هي الكعبة فيقول الله له فول وجهك شطر المسجد الحرام . فعن بن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " البيت قبلة أهل المسجد . والمسجد قبلة أهل مكة . ومكة قبلة الناس في مشارق الأرض ومغاربها " . الثانية : روي بن ماجة وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة عن أبي موسي الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " يطلع الله في ليلة النصف من شعبان إلي جميع خلقه فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن " وروي الإمام الطبراني رحمه الله عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "إن الله ليطلع إلي خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن ". أيها المسلمون : من رحمة الله أن جعل لخلقه مواسم للطاعة وموائد للرحمة وليلة النصف من شعبان يطلع فيها رب العالمين كما أخبر الصادق المصدوق علي خلقه فيغفر فيها لجميع المسلمين إلا لمشرك أو مشاحن . فما أحوجنا إلي المغفرة وحتى تكون محلا قابلا لها يشترط خلو المسلم من الشرك والشحناء . فتش في نفسك أخي المسلم وتأكد من خلوك من الشركيات التي عمت بها البلوي ولا تظن أنك منها بريء بل اتهم نفسك فلست بأفضل من إبراهيم عليه السلام الذي دعي فقال " رب اجنبني وبني أن نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيرا من الناس " من أجل ذلك قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " أخوف ما أخافه عليكم الشرك الأصغر وهو الرياء " وعلمنا في ذلك دعاء يحول بين الرياء والعمل " اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك مما لا نعلمه " . من قاله لا يصل الرياء لعمله. وتأكد من خلوك من الشحناء لاسيما التي تكون بدافع الحقد والهوي وليس لغرض شرعي . فإن كانت لحقد وهوي فإن هذا مانع من المغفرة روي الإمام مسلم رحمه الله عن رسول الله صلي الله عليه وسلم " تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين و الخميس فيغفر الله لكل عبد لا يشرك بالله إلا رجل بينه وبين أخيه شحناء فيقول الله أنظروا هذين حتى يصطلحا " . أما إن كانت لغرض شرعي فإن من أحب لله وأبغض لله فقد استكمل الإيمان . والأفضل للمسلم خلو قلبه من الشحناء واسمع لربك " وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ " . ولا يجوز الاحتفال بليلة النصف من شعبان والأحاديث الواردة في ذلك ضعيفة ولا أصل لها . | |
|