أبو الزهراء المدير العام
عدد الرسائل : 560 العمر : 58 تاريخ التسجيل : 29/01/2007
| موضوع: ثلاثة من سنن الهدى الإثنين مايو 21, 2007 11:56 am | |
| روى الإمام مسلم رحمه الله عن ابى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويكفر به السيئات ويرفع به الدرجات ؟ قالوا بلى يا رسول الله ؛ قال : إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا الى المساجد وانتظار الصلاة الى الصلاة ؛ فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط __________________________________ اسباغ الوضوء على المكاره : هو اتمام الوضوء ركنا ركنا على مهل واطمئنان مهما كان المرء مشغولا ومهما كان البرد شديدا ويتأتى ذلك باحدى الكيفيات التى وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فقد توضأ مرة مرة وقال هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة الا به ؛ وتوضا مرتين مرتين وقال من توضأ هكذا أتاه الله أجره مرتين ؛ وتوضأ ثلاثا ثلاثا وقال هذا وضوئى ووضوء الأنبياء من قبلى ووضوء ابى الخليل ابراهيم ابى الأنبياء عليه الصلاة والسلام _ وقد بين الرسول الوضوء جزءا جزءا وذكر فائدته لكل عضو فقال عليه الصلاة والسلام : إذا توضأ العبد المسلم فتمضمض خرجت الخطايا من فيه ( فمه ) فإذا استنثر خرجت الخطايا من أنفه فإذا غسل وجهه خرجت الخطايا من وجهه حتى تخرج من أشفار عينيه فإذا غسل يديه خرجت الخطايا من يديه حتى تخرج من تحت أظفاره فإذا مسح رأسه خرجت الخطايا من رأسه حتى تخرج من تحت أذنيه فإذا غسل رجليه خرجت الخطايا من رجليه حتى تخرج من تحت أظفار رجليه ثم كان مشيه الى المسجد وصلاته نافلة له---ويسن تجديد الوضوء لمن أراد الصلاة لظاهر الاية ( يا أيها الذين امنوا إذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم الى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم الى الكعبين ) ؛ وعملا بما صح عن على بن أبى طالب رضى الله عنه أنه كان يتوضأ لكل صلاة ويتلو الاية ؛ وقد أوجب عكرمة وابن سيرين رحمهما الله الوضوء لكل صلاة اتباعا للاية ولفعل على بن أبى طالب ؛ والحق أن تجديد الوضوء مندوب لا واجب ؛ ويدل على ذلك ما صح عن ابن عمر رضى الله عنهما عن النبى محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال : من توضأ على طهارة كتب له عشر حسنات ؛ وقال : الوضوء على الوضوء نور على نور -- ويستحب إدامة الوضوء لقول رسول الله : الوضوء سلاح المؤمن فحيث حلت به الصلاة صلى ؛ وفى الخبر: أوحى الله عز وجل الى موسى عليه السلام ، يا موسى إذا نزلت بك مصيبة وأنت على غير وضوء فلا تلومن الا نفسك -- وقال مجاهد رحمه الله : من استطاع ألأ يبيت إلا طاهرا ذاكرا مستغفرا فليفعل فإن الأرواح تبعث على ما قبضت عليه----------------------------------وللوضوء أذكارفى أوله وفى أثنائه وفى اخره وقد ورد ذلك كله فى السنة ؛ فقد روى البخارى رحمه الله عن سعد بن زيد وعن أبى سعيد الخدرى وأبى هريره رضى الله عنهم أجمعين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ( هذا فى أول الوضوء ) أما أثناء الوضوء فقد روى النسائى رحمه الله عن أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه قال : أتيت النبى صلى الله عليه وسلم بوضوء ( بفتح الواو وضم الضاد ) يعنى ماء طاهرا ؛ فتوضأ فسمعته يدعو يقول : اللهم اغفرلى ذنبى ووسع لى فى دارى وبارك لى فى رزقى ؛ فقلت يا نبى الله سمعتك تدعو على وضوئك كذا وكذا فقال لى يا أبا موسى وهل تركن شيئا من أمرى الدنيا والاخرة --وأما فى اخر الوضوء فقد روى مسلم فى صحيحه عن عمر بن الخطاب عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء ثم يقول : أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء ؛ ويسن للمتوضىء أن يرفع بصره الى السماء وهو يقول هذا الذكر ؛ ويسن أن يكرر ذلك ثلاثا ؛ فقد روى النسائى رحمه الله عن أبى سعيد الجدرى رضى الله عنه قال : من توضأ ففرغ من وضوئه ثم قال : سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله الا أنت أستغفرك وأتوب اليك طبع عليها بطابع فلم تكسر الى يوم القيامة تابع : ثلاثة من سنن الهدى كثرة الخطا الى المساجد : أنظر الى ما أعد الله عز وجل من مكارم الفضائل لعباده الأماجد الذين ألفوا المساجد وألفتهم المساجد ؛ وصفهم الله عز وجل فى كتابه العزيز ( فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب ) وصح فيهم ما رواه الأئمة الكرام الترمذى وابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان والحاكم رحمهم الله < واللفظ للأول > عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه ؛ عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان : قال الله عز وجل : إنما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر ----------------------فطوبى لك يامن كثرت خطواتك الى المساجد ؛ لقد برئت من النفاق وفزت بإسلامك لله مصداقا لما رواه الإمام مسلم رحمه الله عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال : من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن ؛ فإن الله عز وجل شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى ؛ وإنهن من سنن الهدى ؛ ولو أنكم صليتم فى بيوتكم كما يصلى هذا المتخلف فى بيته لتركتم سنة نبيكم ؛ ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ؛ ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها ( يعنى الصلاة فى الجماعة ) إلا منافق معلوم النفاق ؛ ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين ( من شدة الضعف ) حتى يقام فى الصف-------------------------------------------بشراك يا من كثرت خطواتك الى المساجد ح بشراك نور من الله يسايرك إلى رضوان الله مصداقا لقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم : بشر المشائين الى المساجد فى الظلم بالنور التام يوم القيامة---------------بشراك ظل الله يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله ؛ مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: من السبعة الذين يظلهم الله بظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ( ورجلا قلبه معلق بالمسجد لا يخرج من حتى يعود إليه )------------------بشراك ثواب الله الأكبر؛ مصداقا لما رواه الإمام مسلم رحمه الله عن أبى بن كعب رضى الله عنه قال : كان رجلا من الانصار لا أعلم أحدا ابعد ( دارا ) من المسجد منه ؛ وكانت لا تخطئه صلاة ( يعنى فى المسجد مع الجماعة ) فقيل له : لة اشتريت حمارا لتركبه فى الظلماء وفى الرمضاء ؛ قال ما يسرنى أن منزلى إلى جنب المسجد ح إنى أريد أن يكتب لى ممشاى إلى المسجد ورجوعى إذا رجعت إلى أهلى ؛ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد جمع الله لك ذلك كله تابع : ثلاثة من سنن الهدى السنة الثالثة من سنن الهدى : انتظار الصلاة بعد الصلاة ؛ وفيها محافظة على الصلاة فى وقتها امتثالا لقول الله عز وجل ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين ) وقوله عز وجل (إ ن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ) ولما رواه الشيخان البخارى ومسلم رحمهما الله عن ابن مسعود رضى الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ أى الأعمال أفضل ؟ قال : الصلاة على وقتها ؛ وقال ابن مسعود رضى الله عنه : علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سنن الهدى وإن من سنن الهدى الصلاة فى المسجد الذى يؤذن فيه------------------------------------------وفى انتظار الصلاة : مسابقة الى الصف الأول لما رواه الإمام أبو داود رحمه الله عن البراء بن عازب رضى الله عنه قال ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : غن الله وملائكته يصلون على الصف الاول ؛ ولما رواه الإمام مسلم رحمه الله عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى تأخرا فى أصحابه ؛ فقال لهم ؛ تقدموا فأتموا بى ؛ وليأتم بكم من بعدكم ؛ لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله ----------------وفى انتظار الصلاة : اغتنام لفضائل الجماعة التى كشف عنها ما رواه البخارى ومسلم عن ابن عمر رضى الله عنهما ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ ( المنفرد ) بسبع وعشرين درجة ؛ ولما روى الشيخان البخارى ومسلم رحمهما الله عن أبى هريرة رضى الله عنه قال ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صلاة الرجل فى جماعة تضعف على صلاته فى بيته وفى سوقه خمسة وعشرين ضعفا ؛ وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج الى المسجد لا يخرجه ألا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحطت عنه بها خطيئة ؛ فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلى عليه ما دام فى مصلاه مالم يحدث ؛ تقول اللهم صل عليه اللهم ارحمه ؛ ولا يزال فى صلاة ما انتظر الصلاة------- وروى الإمام مسلم رحمه الله عن عثمان بن عفان رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صلى العشاء فى جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح فى جماعة فكأنما قام الليل كله------------------------------وفى انتظار الصلاة : استعدادك لأول جماعة تسد فيها فراغ الصف الأول ولتحظى بما رواه الشيخان ( من سد فرجة فى الصف الأول سد اله عنه بابا الى النار ؛ ومنها : ادراكك مع الإمام تكبيرة الإحرام لتحظى بما رواه الشيخان ( من صلى أربعين صلاة لا تفوته فيها تكبيره الإحرام كتب الله له براءتين ؛ براءة من النفاق وبراءة من النار-------------------------------وفى الأثر : أن حاتما الأصم رحمه الله قال فاتتنى الصلاة فى جماعة فعزانى أبو إسحاق البخارى وحده ؛ ولو مات لى ولد لعزانى أكثر من عشرة الاف وذلك لأن مصيبة الدين أهون عند الناس من مصيبة الدنيا . | |
|