مايجوز للخاطب من مخطوبته
القدر المنظور إليه من المخطوبة
هل يشترط إذنها عند النظر؟
ما لا يجوز للخاطب من مخطوبته
ما لا يجوز للمخطوبة فعله لخاطبها
ما ينبغي أن يحذر منه الخاطب
لقد نهى الإسلام أتباعه عن الخلوة، والاختلاط، والنظر إلى الأجنبية، وعن مصافحتها ولمسها، وحذر منذلك تحذيراً شديداً، سداً للذريعة، ومنعاً من السهام الإبليسية، والحيل الشيطانية،لهذا فقد أمر كلاً من المؤمنين والمؤمنات بغض الأبصار، وحفظ الفروج والأعراض، وصان الحريم، وحث على الغيرة عليهن، واعتبرها علامة من علامات الإيمان، وعدَّ فقدانها ديوثة وخذلان.
ثم أباح النظر، واللمس، والكلام مع الأجنبية في بعض الأحيان،مراعاة للضرورات، واعتباراً للحاجات، فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، من ذلك إباحته للخاطب والمخطوبة أن ينظر كل منهما إلى الآخر، عسى أن يؤدم بينهما، ويؤلفبين قلوبهما.
فما الذي يجوز للخاطب من مخطوبته إذا عزم على الزواج وأيقن بالقبول، وما الذي لا يجوز له؟
ما يجوز للخاطب من مخطوبته
إذا كان الرجل راغباً في زواج المرأة عازماً عليه، موقناً بقبوله والركون إليه، يجوز له الآتي:
أولاً: النظر إلى ما يدعوه إلى زواجها، إلى وجهها وكفيها وسائر قوامها.
ثانياً: أن يطلب من إحدى محارمه أوغيرهن منعاقلات النساء أن يصفنها له.
1. ما صح عن عائشة رضي الله عنها قالت: "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أوريتُك في المنام يجيء بك المَلك في سَرَقة حرير، فقال لي: هذه امرأتك، فكشفت عن وجهك فإذا أنتِ هي، فقلت: إنيكُ هذا من عند الله يُمْضِه"، الشاهد فيه "فكشفتُ عن وجهك الثوب"، لأن الأنبياء معصومون في نومهم ويقظتهم.
2. عن سهل بن سعد رضي الله عنه: "أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، جئتُ لأهب لك نفسي؛ فنظرإليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعَّد النظر إليها وصوبه، ثم طأطأ رأسه..." الحديث.
03وعن أبي هريرة رضي الله عنه: "قال رجل إنه تزوج امرأة من الأنصار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنظرتَ إليها؟ قال: لا؛ فاذهب فانظرإليها، فإن في أعين الأنصار شيئاً04وصح عنه صلى الله عليه وسلم أن رجلاً – قيل المغيرة – خطب امرأة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما05وعن جابر رضي الله عنهما يرفعه: "إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل"
06وعن جابر قال: "كنتُ أتخبأ لها، حتى رأيت منها بعض ما دعاني إلى نكاحها".
ذهب أهل العلم في ذلك مذاهب، هي:
01الوجه والكفان،وهذا مذهب الجمهور.
02ينظر إلى ما يريد منها إلا العورة، وهذا مذهب الأوزاعي.
03ينظر إلى ما أقبل منها وما أدبر.
04لا ينظر إلى شيء من المخطوبة قبل العقد، وهذا قول مردود.
هل يشترط إذنها عند النظر؟ 0
01ينظر إليها من غير إذنها، وهذا مذهب الجمهور.
02لابد من إذنها،وهي رواية عن مالك.
والراجح ما ذهب إليه الجمهور.
لا يجوز للخاطب من مخطوبته ما يأتي:
01أن يخلوبها.
02أن يتصل بها هاتفياً.
03أن يتكلم معها طويلاً.
04أن يصافحها.
05أن يتواعدا أويخرجا معاً، إلا مع بعض المحارم.
01لا يجوزللمخطوبة أن تتزين وتتجمل لخاطبها.
02لا يجوز لها أن تدلس عليه باستعمال بعض الكريمات المبيضة ونحوها، والصبغ، ونحو ذلك.
قال الشيخ عبد العزيز بنباز طيب الله ثراه: (المخطوبة قبل أن يتم العقد عليها امرأة أجنبية عن الخاطب، فهي كالنساء اللاتي في السوق، ولكن الشرع رخص للخاطب أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها للحاجة إلى ذلك، ولأن هذا أحرى أن يؤدم بينهما- أي أن يؤلف بينهما، ولا يحل لها أن تخرج إليه متجملة أومتزينة، لا بثيابها ولا بـ"المكياج"، لأنها أجنبية عنه، لأن الخاطب إذا رآها في هذه الزينة ثم تغيرت بعد زوالها فإنه سوف تتغير الصورة عنده،وربما تكون رغبته نفوراً منها.
والذي يجوز للخاطب أن ينظر إليه من مخطوبته مثل الوجه، والقدمين، والرأس، والرقبة، بشرط أن لا يخلو بها، ولا يطيل المكالمة المباشرة معها إن كلمته، وكذلك لا يجوز له أن يتصل بها هاتفياً لأن ذلك فتنة يزينهاالشيطان في قلب الخاطب والمخطوبة
ما ينبغي أن يحذر منه الخاطب
ينبغي للخاطب أن يحذر من الآتي:
01التلاعب بأعراض الناس واستغلال حاجة المخطوبة للزواج، فإن ذلك من دنيء الأخلاق.
02تطويل مدةالخطبة.
03التخلي عن مخطوبته لغير سبب شرعي واضح.
04أن يكون غرضه التلذذ والنظر وتزجية الأوقات.
05عليه أن يحب لمخطوبته ما يحبه لأخته،وبنته، ومحارمه.
06أن يتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة جدهن جدوهزلهن جد: النكاح، والطلاق، والعتاق"، أوكما قال.
07لا يخطب على خطبة أخيه إذا رُكن إليه، وكذلك المرأة لا تخطب على خطبة أختها، فإن ذلك من المحرمات المفسدات للنكاح، قبل وبعد الدخول.
08أن لا يصرِّح بخِطْبة معتدة، وله أن يلمِّح.
09إذا خطب امرأة أن لا يتشوَّف إلى غيرها.
010تعجيل العقد والدخلة.
011أن يحرص الخاطب على الدين والخلق.
والله أسأل أن يعفنا، وأن يحفظ جوارحنا، وأن يهب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين، وأن يجعلنا للمتقين إماماً، وصلى الله على محمد القائل: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج"، وعلى آله وصحبه وسلم.