أبو الزهراء المدير العام
عدد الرسائل : 560 العمر : 58 تاريخ التسجيل : 29/01/2007
| موضوع: الغاية والوسيلة الخميس فبراير 22, 2007 9:46 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الغاية والوسيلة جامع المصطفي :23/2/2007 م الحمد لله الهادي إلي سبيل الرشاد . سبحانه سبحانه عرف المؤمنين سبيلهم فقال من يطع الرسول فقد أطاع الله . أحمد الله وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وأستعين به وأستنصره وأساله الفوز بالجنة والنجاة من النار . وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله شرفه وفضله وزينه وجمله واصطفاه واجتباه ووفقه وهداه فكان صفوة المصطفين الأخيار . اللهم صل وسلم وبارك علي رسول الله محمد خير عبادك وعلي آله وصحبه وكل مسلم آمن بآيات ربه ففاز بقربه وتمتع بحبه وسار علي دربه إلي يوم الدين . أما بعد فأوصيكم وإياي عباد الله بتقوى الله وأحذركم ونفسي من عصيان الله ثم أستفتح بالذي هو خير . يروي الإمام أحمد رحمه الله عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال . قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا وعدتم وأدوا إذا ائتمنتم واحفظوا فروجكم وغضوا أبصاركم وكفوا أيديكم " .عباد الله أيها المسلمون : من يريد أن ينجح في هذه الدنيا يلزمه أمران أن يحدد غايته وأن يعرف ما هي الوسيلة لتحقيقها. وحتى يكون قانون الغاية تبرر الوسيلة حلال فلابد أن تكون الغاية حلال والوسيلة حلال وحتى لا نتيه في زخارف الدنيا فقد بين الرسول في هذه الوصية الجامعة الغاية والوسيلة فبين أن الغاية هي الجنة ثم ذكر وسائلها فمن أراد الجنة فعليه بستة أشياء ............... . فمن مشي علي هذه الأمور فهو علي جادة الصواب ويستحق الجنة واسمع لربك " وألو استقاموا علي الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا " .1- اصدقوا إذا حدثتم : الصدق مطابقة الخبر للواقع وهو يهدي إلى الجنة روي البخاري رحمه الله عن بن مسعود رضي الله عنه قال . قال صلي الله عليه وسلم " عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلي الجنة وإن الرجل ليصدق ويتحري الصدق حتى يكتب عند الله صديقا " والصديقية مرتبة قبل مرتبة النبوة مدح الله بها أصفياءه " واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا " " واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا ". ويصبح خير الناس فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله من خير الناس ؟ فقال ذو القلب المخموم واللسان الصادق " والقلب المخموم ( الذي لا إثم فيه ولا حسد ) . أما عكس ذلك والعياذ بالله فهو الكذب وهو من أمارات النفاق روي الإمام البخاري رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال . قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " آية المنافق ثلاث إذا وعد أخلف وإذا حدث كذب وإذا أؤتمن خان ". ويصير في الدرك الأسفل من النار (إ ن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا ) .2- وأوفوا إذا وعدتم : وهو أن يفي الإنسان بما يعد وينجز ما يقول . وهذه صفة أمر بها الله " وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم " ويسأل عنه الإنسان أمام ربه " وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا " وقد مدح الله بذلك الأوفياء فمدح إسماعيل عليه السلام فقال " واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا "والأنبياء كلهم موفون بالوعد وخص إسماعيل بالذكر هنا تشريفا له . وقد ذكر القرطبي في تفسير هذه الآية أن إسماعيل عليه السلام وعد بالصبر فقال لأبيه " يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين "فصبر حتى فداه الله . وقيل وعد رجلا وانتظر في مكانه ثلاثة أيام والعرب كانت تعد الوفاء بالوعد واجب وقالوا وأي المؤمن واجب قال الشاعر العربي : متي يقل حر لصاحب حاجة نعم يقضيها والحر للوأي واجب لكن الإجماع علي أنه ليس بواجب إنما هو مستحب .3- وأدوا إذا ائتمنتم :والأمانة هنا لا تعني أمانة الودائع فحسب بل تشمل جميع الأمانات بدءا بالأمانة الكبرى وهي أمانة التكاليف الشرعية التي ناط الله بها الإنسان وأبت السماوات والأرض أن يحملنها " إنا عرضنا الأمانة علي السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا "ومن هذه الأمانة تنبثق جميع الأمانات { أمانة حمل هذا الدين ونشره . أمانة التعامل مع الناس . أمانة النصح للمسلمين . أمانة الأطفال . أمانة المحافظة علي حرمات الجماعة وغيرها من الأمانات} لهذا قال الله " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها "فلم يقل أمانة واحدة وإنما قال أمانات . وهي أشد شيء في الدين فعن علي رضي الله عنه قال طلع علينا رجل من أهل العالية فقال يا رسول الله أخبرني بأشد شيء في الدين وألينه" فقال ألين شيء هو أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأشد شيء في الدين الأمانة ". ومن ضيعها فلا دين له فعن بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلي الله عليه وسلم " لا إيمان لمن لا أمانة له " . ومن خانها كان منافقا قال صلي الله عليه وسلم آية المنافق ثلاث إذا وعد أخلف وإذا حدث كذب وإذا أؤتمن خان "لهذا نهي الله عن الخيانة فقال " يا آيها الذين آمنوا لا تخونوا الله ورسوله وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون " وقد تعوذ الرسول من الخيانة فقال " اللهم إني أعوذ بك من الخيانة فإنها بئس البطانة ".4- واحفظوا فروجكم: حماية الفرج من الزنا واللواط وإتيان البهائم والمساحقة ونكاح المتعة والاستمناء باليد وذلك لقوله تعالي " والذين هم لفروجهم حافظون إلا علي أزواجهم أوما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغي وراء ذلك فأولئك هم العادون "ومن هذه الآية يتضح لنا أن المسار الحلال في إمضاء الشهوة هو الزوجة وملك اليمين وهي التي ملكت في غنائم الحرب فسيدها مالك لها وله حق القوامة عليها وما سوي ذلك فحرام مثل الزنا واللواط وإتيان البهائم والمساحقة وأنكحة الجاهلية الفاسدة والاستمناء باليد .5- غضوا أبصاركم : البصر مفتاح القلب والنظرة رسول الفتنة وبريد الزنا وغض البصر هو كف البصر كفا له عن النظر للحرام وقد أمر الله به المؤمنين فقال " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكي لهم إن الله خبير بما يصنعون " الأمر بغض البصر في هذه الآية عام يشمل الرجال والنساء ورغم ذلك كرر الله الأمر للنساء وذلك للتأكيد عليهن بضرورة غض البصر فقال " وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منا "قال بن مسعود :الزينة نوعان زينة لا يراها إلا الزوج وزينة يراها الأجانب وهي ما ظهر من الرداء والثياب . وقال مالك : الخاتم والخلخال وقال بن عباس : الوجه والكفين وهذا الرأي يستأنس بحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم " يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لا يجوز أن يري منها إلا هذا وهذين وأشار إلى الوجه والكفين ". وقد اتخذ الإسلام أمورا وقائية حتى لا يقع الإنسان في حرمة النظر المحرم منها :* مشروعية الاستئذان :فلا ندخل بيتا غير بيتنا حتى نستأنس ونسلم علي أهله " لقوله تعالي لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا علي أهلها . وكذلك يستأذن الأبناء وملك اليمين قبل الدخول ( يا أيها الذين آمنوا لستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ) . * عد م إبداء الزينة إلا للأصناف التي حددها الله في الآية: ( ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإرب من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا علي عورات النساء وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ) . *الالتزام بآداب الطريق : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " إياكم والجلوس علي الطرقات قالوا مالنا بد إنما هي مجالسنا نتحدث فيها قال فإن أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه قالوا وما حق الطريق يا رسول الله ؟ قال غض البصرو كف الأذى و رد السلام و أمر بالمعروف و نهي عن المنكر ".*الاحتجاب للمرأة حتى أمام الأعمى روي الإمام أبو داود رحمه الله عن أم سلمة رضي الله عنها قالت كنت أنا وميمونة عند رسول الله صلي الله عليه وسلم فدخل علينا بن أم مكتوم فقال الرسول احتجبا فقلنا يا رسول الله أليس أعمي لا يبصرنا فقال أفعمياوان أنتما ؟ إنكما تبصرانه ". الثانية :6- كفوا أيديكم : من أذى الناس فلا يضرب ولا يبطش ولا يقتطع حق امرئ مسلم بيمينه وبهذه الخصلة يتحقق الإسلام فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلي الله عليه وسلم " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " ويحسن إسلامه فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله أي الإسلام أفضل ؟ فقال : من سلم المسلمون من لسانه ويده " . وهذا الخبر حقيقي ويقيني ومحقق لأن الله زكي رسوله صلي الله عليه وسلم فقال وما ينطق عن الهوي إن هو إلا وحي يوحي " . | |
|
ابو منة الله مشرف منتدى القرآن الكريم
عدد الرسائل : 51 تاريخ التسجيل : 11/02/2007
| موضوع: رد: الغاية والوسيلة الجمعة فبراير 23, 2007 1:43 am | |
| جزاك الله خيرا يا ابو عبد الرحمنوبارك الله فيك | |
|